|


نائب رئيس لجنة المهرجانات تحدث عن المليون ونقاط تحوله وكشف الخفايا

المزروعي: اكتشفنا 569 شاعرا

حوار : راكان المغيري 2018.04.23 | 01:22 am

شاعر المليون البرنامج الذي يعتبر منعطفاً مهماً في عالم القصيدة الشعبية خلال مسيرته التي تجاوزت عِقداً أحدث تغييراً في عالم كتابة القصيدة، ورفع وتيرة الوعي لدى المتلقي الذي أصبح يميز الجيد والرديء في عالمها.. “الرياضية” التقت عيسى بن سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، التي يندرج تحت مظلتها البرنامج، وبيّن أن فكرة البرنامج جاءت ضمن إستراتيجية إمارة أبوظبي لحماية هويتها الوطنية، وبدعم من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.





01

كيف تُقيّم النسخة الثامنة؟

لا شك أنّ دلائل التقييم تظهر من خلال الإبداع والتألق الذي قدّمه الشعراء على مسرح شاطئ الراحة، فضلاً عن الإقبال الجماهيري المتواصل على حضور ومتابعة الحلقات سواء في المسرح أم من خلال قناتي الإمارات وبينونة، والتفاعل الكبير كذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي المُختلفة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ ما يزيد عن 200 ألف شخص قد شهدوا حلقات البرنامج في المسرح خلال 8 موسم، منهم نحو 25 ألف شخص في هذا الموسم، فضلا عن المتابعة عبر القنوات الفضائية من قبل عشرات الملايين من عشاق الشعر النبطي.

وكما تعلمون، فقد قررت لجنة التحكيم في هذا الموسم، وللمرّة الأولى، اعتماد قائمة من 150 شاعراً "بدلاً من قائمة الـ 100" في ختام جولتها الخليجية والعربية، وذلك بسبب ازدياد عدد الشعراء الذين تقدّموا للمسابقة في هذا الموسم، وارتفاع مستواهم بشكل عام، حيث بلغت نسبة عدد المُجازين في بعض الجولات 98 في المئة من المترشحين. وهذا يدل على أن المستوى الشعري لشعراء النبط في العالم العربي في ارتفاع مستمر، ورقعة انتشاره باتت أكبر.

وهو ما يعكس كذلك التأثير الكبير الذي أحدثته المسابقة في المشهدين الشعري والثقافي في المنطقة. ونحن إذ نعتز بالمستوى العالي للشعراء، فقد بادرنا بهذه الخطوة لإنصاف المواهب الشعرية وإعطائها فرصة أكبر للتنافس للوصول إلى مسرح شاطئ الراحة، كما تمّ إحداث تغييرات مهمة لمصلحة الشعراء خلال مرحلة البث المباشر.

02

لجنة إدارة المهرجانات والبرامج التراثية والثقافية في أبوظبي استطاعت نقل الساحة إلى الإمارات بفكرة إبداعية كيف كانت بداياتها؟

منذ الأعوام الأولى للاتحاد، ودولة الإمارات تفتح أبوابها لتحتضن على أرضها الطيبة جميع المواهب الأدبية والثقافية والعلمية من مختلف أنحاء العالم، وتقدّم كل أشكال الدعم لأبنائها المواطنات والمواطنين لتحقيق الإبداع في مختلف المجالات بما يُتيح المجال للتفاعل مع الثقافات والحضارات الأخرى.

ومنذ عام 2006 وأبوظبي تقدّم الدعم اللامحدود بمختلف الوسائل للشعر والأدب والثقافة، في إطار إستراتيجية إمارة أبوظبي لحماية هويتها الوطنية، وذلك بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

ومن هنا جاء إطلاق برنامج "شاعر المليون" ومن ثمّ برنامج "أمير الشعراء"، ضمن تخطيطنا الإستراتيجي، في إطار تعزيز جهود صون وتشجيع الثقافة والتراث بالتوافق مع الإستراتيجية الشاملة لحكومة أبوظبي، وهذا ما حرصنا على تحقيقه في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي ضمن جهود صون التراث الثقافي والهوية الوطنية وتعزيز مشاعر الفخر والمحبة للوطن والقيادة.

03

هل كانت مغامرة بدء شاعر المليون عبر بوابات التصويت؟

خلال المواسم الثمانية من برنامج "شاعر المليون"، توزّعت درجات الشعراء، وبشكل ثابت، ما بين تقييم لجنة تحكيم مُختصّة تمنح درجاتها وفق معايير أدبية دقيقة، وتقييم الجمهور الذي هو شريك فعلي في نجاح أي برنامج، ومن حقّه أن يُعبّر عن تفاعله ومحبته للشعراء من خلال التصويت بطرائقه المختلفة، فالجمهور عامل أساس في صنع القرار وفي نجاح البرنامج وازدياد شعبية الشعراء، وهو ما نجحنا فيه بعد أن كان عدد حضور الأمسيات الشعرية متواضعاً جدا قبل البرنامج، بينما تابع الآلاف شاعر المليون في المسرح والملايين من مُحبّي الشعر عبر القنوات الفضائية، وبفضل هذا الجمهور الكبير تحوّل 384 شاعرا من 17 دولة، على مدى 8 مواسم، إلى نجوم في الشعر النبطي والأدب.

04

نسخ البرنامج باتت متفاوتة ولم تستطع المحافظة على رتم واحد ما الأسباب وهل ذلك صحي من وجهة نظرك؟

بالتأكيد، فقد أدخلنا في كل موسم تغييرات إيجابية لمصلحة البرنامج والشعراء، سواء من ناحية آلية التقييم والفقرات الفنية والثقافية والشعراء الضيوف، وذلك بهدف تغيير رتم البرنامج، ولولا ذلك لما نجحنا في الحفاظ على جماهيرية البرنامج المتواصلة على مدى 12 عاما شهدت منذ العام 2006 ثمانية مواسم شعرية ناجحة، بينما كما تعلمون لم تتمكن برامج أخرى كثيرة من الاستمرارية لأكثر من دورة واحدة أو دورتين في أفضل الحالات.

05

ما أسباب تقليص عدد أعضاء لجنة التحكيم إلى ٣ أفراد؟

من واقع التجربة والخبرة بعد أوّل موسمين، فقد ارتأينا تقليص العدد من 5 إلى 3 أعضاء، والاستعانة بفقرات تحليلية خلال البرنامج بوجود اللجنة الاستشارية وضيوف مرموقين، إضافة لبرامج نقدية تحليلية خاصة في قناة بينونة. وكان الهدف الأساس من وراء ذلك هو إعادة استثمار وقت البرنامج وعدم الإطالة في التقييم، وذلك على غرار أهم البرامج العالمية المُشابهة، وكذلك حرصاً منّا على التطوير والارتقاء المستمر لتعزيز تفاعل المشاهدين

 على مدى ساعتين من البرنامج.

06

هل حدثتم أنفسكم بالتوقف وتقديم فكرة أخرى؟

إن برنامجي "شاعر المليون" و"أمير الشعراء" هما رسالة أبوظبي للعالم لدعم الثقافة وخاصة الشعر، وبفضل دعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، سوف تبقى أبوظبي دائماً رسالة محبة وسلام للعالم.

ولقد شهدت هذه البرامج الشعرية الفريدة التي أطلقتها أبوظبي خلال 12 عاما نجاحاً منقطع النظير، وتابعها مشاهدون بالملايين من مختلف أنحاء العالم، حتى وصل الشعر إلى كل بيت عربي.

وتمكّن الأدب العربي من خلال برنامج "شاعر المليون" و"أمير الشعراء" من استعادة مجده والمحافظة على مكانته، وبذلك أدخلت البرامج التلفزيونية الشعر التقليدي عصر الإعلام الحديث وأعادته إلى زمنه الذهبي، ونحن مُستمرون في هذه الرسالة الثقافية النبيلة.

07

كم فاتورة هذا النجاح المالية على مدى ٨ نسخ حضر فيها شعراء من جميع الدول العربية؟

لم ننظر على الإطلاق للجانب المادي في البرنامج، وكل ما قدّمناه كان من مُنطلق حرص أبوظبي على الاستثمار في الإنسان المُبدع المُرتبط بتاريخه وإرثه وحضارته، وبذلك فقد نجحت دولة الإمارات في أن تشكل نقطة تحوّل مُهمّة لصالح المنطقة والعالم.

ولا بدّ من الإشارة هنا، إلى أنّ العديد من الباحثين الأكاديميين قد توصلوا في دراساتهم وأبحاثهم إلى أهمية استمرارية هذه البرامج التلفزيونية الثقافية، وأن يتم دعمها كونها تعمل على تأصيل ثقافتنا وموروثنا الأدبي في نفوس الأجيال الجديدة، حتى لا ينشغلوا بمتابعة برامج مُستنسخة لا تحمل أيّ مضمون ثقافي.

ما يهمنا هو مدى التأثير الثقافي والاجتماعي بعد 8 مواسم. ما أنتجه هذا الحراك الثقافي هو ما يهمنا هنا في أبوظبي والإمارات. أما فيما يخص الفاتورة فعليكم استنتاج الأرقام لأنها سهلة مقارنة بجوائز المسابقة الأضخم من نوعها.

08

الصورة الذهنية لدى الخليجيين أنّ التميز في القصيدة النبطية محصور على أوساطهم، كيف استطعتم كسر ذلك من خلال وجود شعراء عرب على مسرح شاطئ الراحة؟

في كل موسم تقابل لجنة التحكيم واللجنة الاستشارية في جولتها الخليجية والعربية أعداداً كبيرة من الشعراء، وقد أظهرت القصائد التي ألقاها الشعراء مستويات إبداعية كبيرة من مختلف الدول العربية، بما في ذلك دول الخليج العربي والعراق وسوريا والأردن واليمن، وحتى من مصر وبعض دول المغرب العربي، ولاحظنا تنوعاً في المدارس الشعرية المختلفة، وهو ما ساهم بالتعرّف على هذه المدارس وتطويرها في الوقت ذاته.

وعلى العكس، فقد أعرب الشعراء عن سعادتهم بالتعرّف على شعراء آخرين وتجارب شعرية جديدة. كما قابل الشعراء نقد أعضاء لجنة التحكيم وزملائهم برحابة صدر، وتفهم كونها محاولة لحثهم على العطاء والإبداع الشعري أكثر.

إنّ إعطاء الفرصة للإبداع هو سر نجاح الشعراء، وحيث إن الجمهور أصبح على دراية كبيرة في تقييم القصيدة، فلم تصبح القصيدة النبطية حكراً على الشاعر الخليجي.

09

هناك تغيرات وعودة لبعض أنظمة المسابقة كيف تبررون ذلك؟

بالتأكيد فإنّ التغيير صحي لاستدامة البرنامج بشكل إيجابي وضمان استمراريته، وكما قلنا فإننا نحرص على الدوام على ابتكار تغييرات ذات جدوى أدبية وفنية، ولا مانع بالطبع من إعادة الاستفادة من بعض تلك الأنظمة في مواسم سابقة في المواسم المقبلة.

الأهم بالنسبة لنا جميعا هو أن نعطي كل الفرص لنجاح الشعراء وحثّهم على تقديم المزيد من الإبداع، والحرص كذلك على تحقيق الفائدة والمتعة للملايين من جمهور الشعر النبطي، وإتاحة الفرصة لهم لمتابعة شعرائهم المفضلين.

10

كلمة تودّ الختام بها؟

أودّ التأكيد على أنّه لم يكن للنجاح الكبير الذي حققه برنامج شاعر المليون، أن يتحقق لولا الدعم اللامحدود للشعر والأدب والثقافة من قبل القيادة الرشيدة، هذا بالإضافة إلى العوامل المرتبطة بالجانب الإعلامي والترويجي، والطريقة الإخراجية والتقنية التي يتم بها تنفيذ البرنامج، علاوة على متانة الأسس التي تقوم عليها من الناحية الفنية والعلمية الموضوعية، ووجود لجان تحكيم خبيرة تتمتع بمصداقية كبيرة في العالم العربي.

أبوظبي اليوم عاصمة للشعر والشعراء وللتسامح في العالم.. نجحت في خلال 12 عاما، وعبر برنامج شاعر المليون منذ عام 2006، وبرنامج أمير الشعراء منذ عام 2007، في تقديم واكتشاف 569 شاعرا من 21 دولة، تحوّلوا إلى نجوم في الأدب والشعر وسفراء للمحبة والسلام.

ونجح البرنامجان على مدى 15 موسماً ثقافياً، في إعادة الاعتبار للشعر وفنون إلقائه باعتباره أحد أهم ركائز تراثنا الأصيل، يُساعده في ذلك ارتكازُه على قاعدة شعبية واسعة من حبّ الناس له في مختلف الدول العربية.

ونحن في دولة الإمارات، نستلهم من تراثنا وثقافتنا الأفكار والمعاني والطموحات المشروعة بترسيخ مكانة أبوظبي كمركز مُعاصر للإشعاع والحوار الحضاري، مؤكدين دوماً حرصنا الكبير على التمسّك بإرث زايد في حب الإنسانية، وخلق التقارب والتواصل بين البشر.