|


خليل الفهد
سرُّ الخلطة
2018-06-03

ليونيل ميسي، كريستيانو رونالدو، دييجو مارادونا، زين الدين زيدان، بيليه، ديفيد بيكهام، وغيرهم الكثير.. نجوم أبدعوا.. صالوا وجالوا، تربعوا وتقلدوا وتفردوا.. أصابوا و”أصيبوا”، فداءً لمعشوقة آسرة.. وفيَّة العطاء نبيلة الطبع..



كرة القدم ملكة الفتنة والإمتاع.. الضرة الوحيدة التي لا تغار منها الزوجات، بل يقعن في غرامها إن عرفنها وقصدنها.. هي مقطوعة موسيقية لم تفطن إليها كوكب الشرق أم كلثوم.. رغم اعترافها بأن القلب يعشق كل جميل.. هي لحن لم يداعب خيال بليغ حمدي.. علمًا أنه لم يتردد في إعلان عشقه بكل جوارحه وغرد (أنا بعشقك).. وربما هذا من حظهما ـ وقدرنا نحن ـ أن يبلغا القمة في مضمار آخر كان لن يكتمل إلا بهما..



ليس موضوعنا الكرة فمحيطها ليس له شاطئ، ولنأخذ مشهدًا مدته لم تزد على دقيقة، ودوّن التاريخ صداه فدمعت ذاكرته!! 



على الهواء مباشرة.. في نهائي دوري أبطال أوروبا 2018، اللقاء الأبرز والأهم والأشهر على مستوى القارات، كشرت الملاعب عن أنيابها بمفاجأة أوجعت أفئدة الملايين من سكان المعمورة، حتى مشجعي الخصم.. كانت إصابة محمد صلاح حدثًا مؤلمًا موجعًا وفارقًا على جميع المستويات، فقد أبكى الأرض وكأنها  الواقعة الأولى في عالم الكرة، فكم مرة ذاق فرسان الكرة ـ المبتدأ بهم حديثي ـ وشربوا من هذه الكأس! بالطبع مرات لا يحصيها العد!! أجل.. ما الفارق بينهم وبين لاعب لا يتجاوز طوله 175سم ووزنه دون الثمانين كيلًا؟! لماذا جرت الدموع ساخنة من مآقي العشاق في كل مكان مع اختلاف الألوان والأجناس والأطياف والأعمار.. في سابقة فريدة ونادرة، أعتقد ـ ولا ريب عندي ـ في أن أسئلة العشق والهوى لا يجيب عنها إلا القلب؛ لذا فكل من ذرف الدمع لديه إجابة مغايرة وصادقة حتمًا..



فلنخاطب العقل إذن: هل بالفعل خروج لاعب من فريقٍ قوامه 11 لاعبًا، يحدث كل هذا الأثر في نهائي أقوى قارة كروية في العالم؟ هل ـ حقًّا ـ تاه مستوى المباراة دون رجعة بعد إصابته؟ هل احتفظت المباراة برونقها وقوتها مثلما كانا قبل مغادرة قلب ليفربول والعرب الملعب؟ هل استمتع الحاضرون والمشاهدون كما كانوا يتوقعون وينتظرون (قبل وبعد)؟ وماذا عن المدربين العملاقين عند وقوع البطل؟ بل كيف كان مذاق الفوز عن الخصم الفائز؟!! نهر الأسئلة لن ينضب ولن يجف.. ولسان قلبي لديه المزيد.. والمساحة لم تعد تكفي.. فليكن ختامي بمسلمة مفادها.. أن مغادرة محمد صلاح ربوع المستطيل ـ (رغم ضمان ريال مدريد تاج الفوز بخروجه) ـ أفقدت الريال ومشجعيه وكل من رمق اللقاء طعم الفوز ونشوة الانتصار.. هل تدرون لماذا؟!! هذا الأمر لن أستطيع البوح به ألبتة.. لأنه (سر الخلطة)!!