|


طلال الحمود
كبير العيلة
2018-05-27

بعد نحو سبعة أشهر من ظهور رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ في الواجهة، تغيرت قناعات راسخة، وتبدلت أحوال دائمة، في مشهد يصعب التنبؤ بحدوثه حتى على سبيل المبالغة، وغالبًا ستلفت عبارة "سبعة أشهر" من يقرأ هذه السطور؛ لأن ما حدث وما صاحبه من ضجيج و"نفض" يبدو للوهلة الأولى امتدادًا لأكثر من عام على الأقل، ويبرهن أحد الأصدقاء الاتحاديين عدم استيعابه لما يحدث، بالأشباح التي تطارده في المنام على هيئة مونتاري وبولوني ودي سوزا، حتى بعد تسديد ديون الاتحاد وتبييض صفحته أمام الملأ!



لرئيس الهيئة أخطاء، ومن لا يخطئ لا يعمل، ولكن يحسب له تسمية الأشياء بأسمائها وعدم تأخير القرار في انتظار فرصة لتمريره، فضلاً عن إعادة الرياضة إلى المجتمع بعد سنوات من فرض كرة القدم على الشارع الرياضي، بدرجة بلغت مرحلة التسطيح، وأدت إلى غياب السعودية عن الواجهة في مناسبات كانت تحصد فيها ميداليات ألعاب القوى والملاكمة وكرة السلة.. خلال الأشهر السبعة الماضية، غربل تركي آل الشيخ كرة القدم السعودية، وبدأ بإعادة هيكلتها؛ لأنها أكثر الألعاب التي تعرضت للعبث والفساد؛ ولأن وضع الأندية المنتجة للعبة، بات في حال يصعب إصلاحها، اختار رئيس الهيئة سياسة البناء على حساب إعادة التأهيل، وتولى مهمة دعم الأندية بشكلها الجديد، في انتظار الدخول إلى موسم "كسر العظم" الذي تتنافس فيه أندية الدوري على اللقب دون مبرر للخسارة أمام الجماهير، وهذا أمر رائع يجعل عشاق الدوري الأقوى عربيًّا ينتظرون انطلاقته بفارغ الصبر.



نفذ رئيس الهيئة استراتيجيته على طريقة "كبير العيلة"، من خلال تبني الصرف على أبناء البيت والوقوف إلى جانبهم في تلبية احتياجاتهم؛ ولأن في البيت أبناء يمتلكون أصواتًا جهورية بحكم الحجم، سيبقى الصغار ينتظرون في الصفوف الخلفية حتى يأخذ الكبار حاجاتهم.. ومع هذا السباق المحموم لن يكون صوت نادي الباطن أو الحزم مسموعًا، فهو بلا إعلام ولا شعبية خارج محيطه، وربما يتأخر دعمه لأن الاهتمام الآن ينصب على الأندية الجماهيرية..



دعم نادي الباطن من شأنه أن يشد على أيدي مسؤوليه ولاعبيه وأنصاره الذين منحوا الدوري السعودي إثارة برغم ضعف الإمكانات وشح الموارد، ومن شأنه إنقاذ الموسم من مباريات ضعيفة سيتعرض فيها هذا الفريق لـ"الهرس" على يد الكبار المدججين بالنجوم المحليين والعالميين، فضلاً عن أن تواجد نادي الباطن في الشمال الشرقي، جاء بمثابة فرصة لاستقطاب جماهير ولاعبي حفر الباطن والقيصومة بعد سنوات طويلة كانوا يذهبون فيها إلى الكويت للعب في أنديتها أو مشاهدة مبارياتها بحكم قرب المسافة!.