كثيرٌ من المسلسلات تعيدنا بالذاكرة إلى زمن الطيبين، فيما يحرص مخرجو الدراما التاريخية على جعل المتلقي يعيش في تلك الحقبة، حيث تختفي وسائل التطور والتقنية كلها في زمننا. 

المخرجون يبذلون كل ما في وسعهم ليكون المسلسل خاليًا من الحاضر، على أن متصيدي الأخطاء كثرٌ، وأنا لست ببعيد عنهم.

في مسلسل العاصوف، الذي يحكي قصة درامية، يعود تاريخها إلى عام 1970 في مدينة الرياض، نجد أن كل زاوية في المسلسل تصوِّر الحياة في ذاك الزمن: الملابس، السيارات، وحتى الأغاني، حيث ظهر القصبي، بطل المسلسل، يستمع إلى أغنية  طلال مداح الفنان الراحل "على سلم الطائرة"، التي صدرت في تلك الحقبة، وكان يتراقص على سلَّم درج منزله "الطيني" بدلًا من البكاء. 

العمل كما نقول بالعامية: "متعوب عليه". لكنَّ المتابع "الحقنة" بطبيعة الحال، يبحث عن الأخطاء، كما فعل في مسلسل "عمر" عندما خرجت سيارة في أحد المشاهد. 

كل شيء عاد بعجلة الزمن إلى الخلف، إلا بعض الممثلات، وعلى الرغم من أنهن أتقنَّ الأدوار التي أوكلت إليهن، إلا أنَّ المنظر العام لا يوحي في بعض الأحيان بأنك في زمن السبعينيات، خاصة عندما تضحك أم القصبي، وتمثِّل دورها الفنانة ليلى سليمان، لتفاجئك بـ "ابتسامة هوليوود" الشهيرة في زمننا. الأسنان ناصعة البياض على الرغم من أنها تمثِّل حقبة تاريخية قديمة، كانت النساء فيها يستخدمن "الديرمة"، وهي نوع من أنواع المكياج في "الزمن الجميل". وليست وحدها في ذلك، بل إن الكثير من الممثلات يتباهين ببياض أسنانهن، كأنهن بالفعل نجمات من هوليوود.. ويبدو أن المخرج لم يستطع إقناعهن بعمل مكياج يخفي ذاك البياض، أو إجبارهن على عدم الضحك.