|


بندر الفالح
الصقور وسيلة حماية
2018-05-08

كان الهدف الأساسي من اقتناء الصقور منذ القدم هو استخدامها لصيد الطرائد للاستفادة منها في توفير الغذاء لمالكها أو للآخرين، ومع تغير أنماط الحياة والتقدم العلمي والتنوع في وسائل توفير موارد الغذاء فقد تحول الهدف الرئيس من اقتناء الصقور إلى استخدامها في رياضة أو هواية الصيد بالصقور، كما هو الحال في دول الخليج العربي بشكل عام، والسعودية بشكل خاص.



ولكن ظهر أخيراً توجه جديد لاستخدام الصقور، فقد أصبح البعض يسعى ويهدف إلى استخدام الصقور كوسيلة طبيعية لمكافحة الآفات أو المهددات للمحاصيل الزراعية كالقوارض مثل الفئران وغيرها من الثدييات الصغيرة أو الطيور التي تسبب خطراً على المحاصيل أو المستودعات أو حتى بعض التجمعات السكانية، فهؤلاء يرون أن استخدام الصقور لهذا الغرض يحد من استخدام المواد الكيميائية للقضاء على الآفات، التي قد تنعكس بشكل خطير على الإنسان وتعرضه للتسمم بهذه المواد، وقد تؤثر على البيئة بشكل مباشر وغير مباشر، وتؤدي إلى القضاء على أنواع أخرى من الكائنات، كما أنه يحد من استخدام وسائل غير مناسبة كشباك الصيد أو الأسلحة النارية للقضاء على الطيور الصغيرة من قبل المزارعين.



فعلى سبيل المثال قامت إحدى الشبكات الإخبارية الأمريكية ببث تقرير عن مواطن أمريكي أسس شركة متخصصة في استخدام الصقور لحماية المزارع من الطيور التي تهدد محاصيلها وثمارها، حيث إنه يستخدم الصقور كوسيلة حماية طبيعية ليس لها آثار سلبية بشكل مباشر على المحاصيل أو البيئة، وأنه يربي الصقور لهذا الهدف، ولا يركز في تربيته على نوع محدد بل على عدة أنواع، حيث إن لكل نوع من الصقور طريقته الخاصة التي تميزه عن غيره في مطاردة الطيور.. ويبين صاحب الشركة أن أرباح الشركة تصل إلى 120 ألف دولار سنوياً من هذا المجال فقط.



لم تكن فكرة استخدام وسائل المكافحة الطبيعية للآفات حديثة عهد أو جديدة، فهي مستخدمة منذ فترة طويلة، ولكن فكرة استخدام الصقور في هذا المجال تعتبر فكرة حديثة نوعاً ما، ومجالاً قد يفتح الطريق للعديد من المهتمين بالصقور لاستخدامها كوسيلة دخل إضافي أو تأسيس عمل خاص وإيجاد فرص وظيفية، كما أنه يساعد أصحاب المزارع لحماية محاصيلهم بطريقة تقلل من استخدام وسائل المكافحة غير المناسبة والتي قد تضر بالبيئة أو قد تقضي على الطيور أو الكائنات، ما يساهم في المحافظة عليها.



المنافع من الكائنات الفطرية كثيرة جدا، ولكن يجب أن يتم الاستفادة منها بتوازن وبطرق لا تؤثر على استمراريتها في الطبيعة.