كانت الإبل وأهلها، إلى الأمس القريب، على هامش الإعلام المرئي والمقروء والمسموع، بل إن الإبل، ومحبيها، وعشاقها، والمهتمين بها لم يسلموا من أقلام بعض المنحازين إلى هوايات دون أخرى.
إن صح التعبير، حتى جاء توجيه ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمدَّه الله بالصحة والعون، وبمتابعة من ولي العهد الأمين، الذي عانق بأحلام وتطلعات أهل الإبل عنان السماء، وأشرف على الإعلام المختص في الإبل والهجن على حدٍّ سواء، وما المؤتمر الذي عقده نادي الإبل في وكالة الأنباء السعودية “واس”، بحضور الصحف والقنوات كافة، والتغطية رفيعة المستوى، إلا مثال حي على هذه النقلة النوعية الكبيرة.
وقد لمسنا هذا الاهتمام من قِبل فهد بن حثلين، رئيس نادي الإبل، عندما أشار إلى القائمين على القنوات بالاندماج، لتصبح منبرًا شعبيًّا وإعلاميًّا قادرًا على مواكبة التطورات الثقافية. الأجمل من هذا، أننا بدأنا نسمع تصريحات من ملَّاك الإبل، تؤكد أمرين مهمين، لمسناهما في النسختين الأولى والثانية، وهما روح التنافس، والحفاظ على اللحمة الوطنية، التي، ولله الحمد، أصبحت سمة المواطن السعودي والخليجي في سباقات الهجن، ومزايين الإبل، وفي الفروسية، وفي شتى الرياضات، التي تقام في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.
وتعد الإبل عامة، والهجن على وجه الخصوص إرثًا، يزخر بالتاريخ والقصص، التي لم تأخذ حقها إلى اليوم، وقد بدأ يلوح في الأفق فجر جديد، لتأخذ الإبل مكانتها في الإعلام، والصفحات الأولى من الصحف الرسمية والخاصة، وربط شباب الوطن بهذا الإرث الجميل كذلك.
ومن الجهة الأخرى على ملَّاك الإبل القيام بالمزيد من الانفتاح على الإعلام، وبث روح التنافس الشريف، وبالتالي تنشيط هذه الهواية، وخلق جو من المتعة، مع الحفاظ على كل ما يعمِّق التواصل واللحمة، وأهل الإبل أهلٌ لذلك، وقد أثبتوا في النسختين الأولى والثانية هذا الأمر، وبإذن الله نرى المزيد من الوجود الإعلامي لملَّاك الإبل، و”عدم التحسس” من الإعلام، وإعطاء أهل الخبرة فرصتهم من الإعلاميين لإدارة مثل هذه الحوارات والتصريحات حتى تصبح رياضة الإبل من الرياضات التي تتابع في جميع أنحاء العالم، وينضم إليها كل عام المزيد من الهواة والمهتمين.
