|


عارف عمر
سلق بيض درامي
2018-04-23

عندما يتنقل الشاعر أو الكاتب أو الفنان بين مواضيعه وأفكاره ويعيد تشكيلها بصورة أدبية أو فنية، فهو هنا ينقل مايخزنه في عقله من خبرات ومواقف لمن حوله ومايشاهده ويتابعه أو يتعرض له، مع إضافة خياله الخاص وبصمته الشخصية ضمن حدود وأسس العمل الذي يقوم به..يضع كل هذا في قالب أدبي سواء قصيدة أو قصة أو كتاب أو حتى قطعة موسيقية أو لوحة فنية، وهو نتاج طبيعي لموهبته التي يحملها ...الكلام السابق عبارة عن فلسفة بسيطة لما يقوم به الأدباء والشعراء والفنانون.



ولكن يبدو أن الأمر له منحى وتفسير آخر لدى بعض وسائل الإعلام، فأصبح الخيال هو المسيطر على المشهد، فجاءت المخرجات بعيدة عن الواقع وقد لاتمت له بصلة أو لاتحمل أي إبداع ...لماذا؟



مادعاني للكتابة هنا هو مايفعله البعض من تشويه للواقع من خلال الدراما وإعادة تشكيله بطريقة غريبة بناء على مايريده الطلب وماتريده حاجة الوسيلة الإعلامية الداعمة أو سرعة تسليم العمل.



قد يكون الأمر بسيطا لدى البعض إذا كان العمل يحمل مواصفات وأسس صحيحة من ناحية البناء، ولكن المصيبة هي في وضع أعمال لا تحمل الأساسيات أو القواعد السليمة للعمل كمنتج أدبي أو فني ..ويكون له رواج واسع وبالتالي تشويه القيمة الأدبية لجزء مهم داخل العمل.



الإجابة والحل هنا في من يقوم بالتدقيق والرقابة والمتابعة والعمل على إظهار مثل هذه الأعمال وترويجها أو نشرها..كثير من القنوات تتعامل مع المحتوى للأسف بإغفال بعض التفاصيل الداخلية المهمة لاكتمال البناء الفني، والتي قد تشكل النقاط السوداء في الثوب الأبيض..هذه التفاصيل تحتاج إلى متخصصين وأصحاب رأي يدلون بدلوهم في مثل هذه الأعمال.



هناك قصائد أو أغان نسمعها في بعض الأعمال الدرامية تقرأ بكسور أو فيها الكثير من العيوب...هل استعان المخرج برأي متخصص؟



هناك بعض الأزياء والمكياج لاعلاقة لها بالفترة الزمنية لتصوير العمل،هناك كلمات وجمل بعيدة عن اللهجة الدارجة في فترة العمل.



وهناك الكثير من الإكسسوارات التي تفقد العمل بريق الواقعية واللمسات الاحترافية.



هل يعتقد البعض أن المسلسلات الدينية هي فقط التي تحتاج إلى مراجعة وتدقيق؟



رمضان على الأبواب، وأتمنى أن لا تكون بعض الأعمال الدرامية مجرد صفقة للربح وملء جدول القنوات على حساب القيمة العظيمة للأدب والفن والتراث.