|


عارف عمر
من العازي.. إلى الفضاء
2018-04-09

الارتباط بالماضي وإعادة استحضاره، والمحافظة على الإرث الثقافي والمادي والمعنوي، نهج ليس بالجديد على قيادتنا الرشيدة، وعلى أبناء الإمارات الأوفياء، ولعل الحديث عن الماضي في الإمارات بكل ما يحمله من عمل ومثابرة وإصرار حقيقي طوال رحلة الاتحاد منذ التأسيس حتى اليوم.. والتاريخ يشهد من خلال الكثير من الدلائل على قدم الحضارات والشعوب التي سكنت هذه المنطقة، وامتدت منذ آلاف السنين. 



التغني بالماضي لم يكن مجرد رفاهية أو ترديد لنغمة لا يعي بعضهم عمقها الذي يظهر من خلال مقولة باني الدار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ طيب الله ثراه ـ "من لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل".



هذه المقولة كانت وما زالت نبراسًا لكل الأجيال.. وشرارة الانطلاقة التي أثبتت على مر السنين، أن الأساس الذي قامت عليه هذه الدولة، والارتباط بالأرض والتاريخ والبيئة هو أساس النجاح الذي نعيشه في حاضرها.. ونستمد منه قوة الإبحار نحو المستقبل.. 



أتحدث هنا وأنا أتذكر ذلك اليوم الذي اختلط وتمازج فيه إنجاز الماضي بإنجاز الحاضر وطموحاته، في تناغمٍ يصور "مشهد النجاح" الذي نسير عليه.. كان المشهد المشرق هو إعلان إنجازٍ جديدٍ للإمارات بتسجيل "فن العازي" ضمن التراث العالمي غير المادي، وجاء ذلك في اليوم نفسه الذي أعلن فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إطلاق برنامج لتأهيل رواد فضاء إماراتيين؛



للمشاركة في برامج رحلاتٍ فضائيةٍ، يشرف عليها مركز محمد بن راشد للفضاء.. الإعلان والخبر قد يكونان مصادفةً جميلةً، لكنهما يتحدثان عن واقعٍ نعيشه بكل تفاصيله الإبداعية في هذا الوطن الذي يثبت للعالم أن الماضي حاضرُ بجماله ونغماته وألوانه في "لوحة المجد" التي يزينها حاضرُ يستشرف آفاق مستقبلٍ عظيم لأبناء الإمارات، تحت قيادةٍ حكيمة تثبت دومًا أن الإنسان في مقدمة أولوياتها في مسيرة العطاء.