|


أحمد الحامد
سرٌ معلن
2018-04-03

الإنسان بلا هدف جسد متنقل ثقيل وبارد، الطاقة صناعة وتصنع كما تصنع الأشياء، أن يعيش الإنسان بلا صناعة هو تمامًا كالذي يعيش بلا طاقة.. بلا دافع.. بلا حياة، الهدف يحتاج إلى تدريب، تمامًا مثل التدريب الذي تقوم به فرقة موسيقية قبل بداية حفلة غنائية، يشبه التدريب الذي يقوم به فريق كرة قدم قبل المنافسة على ثلاث نقاط، البحث عن الاستقرار لا يعني ألا تخوض التجارب، الاستقرار أثناء تحقيق الهدف والسعي إليه هو المطلوب، المحافظة على لا شيء نتيجته لا شيء.



التدريب سر من أسرار النجاح المتميز، التدريب يعطيك المهارة والثقة والمعرفة والنتيجة الإيجابية، في كل شيء نحتاج إلى التدريب، المعلم الذي يتدرب على شرح الدرس سيقدم شرحًا ناجحًا للتلاميذ، الشيف الذي يتدرب على طبخته ومقاديرها سيقدم وجبة لذيذه، والعازف الذي يتدرب على عزف نوتة موسيقية سيقدمها كعازف محترف، حتى في البرامج التلفزيونية والإذاعية يلعب التدريب الدور المهم في نجاح كل حلقة بقدر التدرب على تقديمها، ومهما بلغت خبرة المقدم لا يمكنه أن يتجاوز قيمة التدريب إذا ما أراد أن يقدم شيئًا مهنيًّا.



كل ما تدربت عليه كانت نتائجه سليمة، وكل ما لم أتدرب عليه كان تجارب بها ما هو صحيح وبها ما هو خاطئ، الأخطاء الكثيرة عيوب، ومن المؤسف أن كثر الأخطاء في العمل، وأن يعمل الإنسان حاملاً عيوب عمله دون التخلص منها، هناك مقولة أجنبية معناها أن الموهبة هي 1% و99 هي المجهود والتدريب، قد لا تكون المقولة دقيقة لكنها رمزية تشير إلى أهمية التدريب والمجهود المبذول في التدرب، كل الأعمال الناجحة هي ما أجري لها "بروفات" كافية حتى تتضح أماكن القوة والتركيز عليها، ومواضع الضعف والتخلص منها، في إحدى المرات اطلعت على تكلفة برنامج تلفزيوني ناجح، كانت نصف المصاريف على تكاليف التدريب، وليست على تكلفة الحلقة التي تبث على الهواء، وضع الهدف ضرورة والتدرب على تحقيقه طريق سليم نحو تحقيق المهنية التي تقود نحو النجاح، التعرف على الشيء والتدرب عليه يولد الطاقة التي تقودك نحو إنجاز العمل بكل ثقة، بعضهم يستغرب أسباب عدم نجاحه أو عدم مقدرته على التميز، متناسيًا أساسيات النجاح في كل شيء، الموهبة وحدها لا تكفي، تضعف لياقتها وتترهل، التدريب هو من يشد منها ويكشف لها كل ما هو جديد ويجعلها دائمًا رشيقة ومتجددة، سأتدرب اليوم على برنامجي القادم، علي أن أتدرب كثيرًا وأتخلى عن التنظير، لا أريد أن أترهل، لدي ما أطمح إلى إنجازه.