|


أحمد الحامد
أفواه وأرانب
2018-03-27

 



توته توته توته


ولا تخلص الحتوته


دي تبدأ من جديد


ما دام في كل جانب 


أفواه على أرانب 


وبياكلوا من حديد 


وحيبقى بكرة أجمل 


وبعده وبعده أجمل 


والخير بيهم يزيد 


كانت هذه كلمات الأغنية في بداية فيلم أفواه وأرانب، كنا أربعة أطفال،  جمعنا ما استطعنا الحصول عليه من عيديات العيد وذهبنا إلى السينما، خرجنا من السينما ونحن نغني أغنية الفيلم الذي أثر فينا كثيرًا، كان ذلك في بدايات الثمانينيات الميلادية، نسيت كل ما حفظته في المدرسة ولم أنس أغنية الفيلم، أذكر أننا كنا نغنيها في طريق عودتنا كفرقة غنائية، كان عبد الكريم أجملنا صوتًا، وكنا نشكل له كورال الفرقة، مدة الأغنية دقيقتان وخمس وأربعون ثانية، أحفظها كما أحفظ وجوه أصدقائي الذين فرقهم الزمن، بعد سنوات طويلة جدًّا التقيت عبد الكريم، نظرت إلى وجهه وتذكرت تفاصيل وجه ذلك الطفل الذي كان يغني في طريق العودة الذي لم ينته، غنيت له "توته توته توته وأكمل هو الأغنية..



ولا تخلص الحتوته"، قال إنه لم ينس ذلك الفيلم، ولم ينس طريق عودتنا وغنائنا، سألني عن بقية الأصدقاء.. الكورال، قلت له جميعهم بخير وأصبح عندهم الكثير من الأرانب و"بياكلوا من حديد"، الفن قوة طالما كانت ذات تأثير عميق، تسكن في القلوب ولا تغادرها، لم تفعل كل القوى مثلما فعل الفن، أحببنا مصر قبل أن نزورها وحفظنا لهجتها وعرفنا مدنها وصعيدها، أصبحت جزءًا منا وسكنت في قلوبنا، وعندما نزورها لأول مرة كأنما نزور مكانًا طالما ألفناه وعشنا فيه، وعندما نعود لزيارتها مرةً أخرى كأنما نزور أجزاءنا التي سافرنا وعدنا إليها، الفيلم الرائع أفواه وأرانب من إخراج بركات، والقصة والسيناريو والحوار لسمير عبدالعظيم، والموسيقى التصويرية ولحن الأغنية للدكتور جمال سلامة، أما كلمات أغنية الفيلم فقد كتبها عبد الوهاب محمد، بعض الأفلام أنتجت لتبقى وأفواه وأرانب مثال على ذلك، اليوم أعدت مشاهدته، وأعدت تفاصيل طريق العودة، ووجوه أصدقائي وانفعالات غنائهم، أشاهد فيلمًا أنتج عام 1977، وتوته توته توته.. ولا تخلص الحتوته.