|


طلال الحمود
المغرب 2006
2018-03-25

حين تقدم المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم 2006 و 2010، وجد ملفه تعاطفًا يصحبه دعم لا محدود من السعودية والإمارات على وجه الخصوص، لاعتبارات من أهمها الإيمان بقدرة المغرب على تنظيم البطولة العالمية، من خلال المبالغ التي صُرفت على بناء الملاعب وتجهيز البنية التحتية، فضلاً عن اعتقاد المسؤولين في الرياض وأبو ظبي أن تلك الديار تمثل واجهة مشرقة للعرب، وعاصمة للاعتدال في المواقف السياسية.. لم يكن هذا غريبًا من أبناء المشرق، وليس كثيرًا على إخوانهم في المغرب.



الجديد في الأمر، أن بعض الإعلاميين المغاربة ركبوا موجة الإساءة لمواقف السعودية بمناسبة ودون مناسبة، ولا نعلم عن الأسباب الحقيقية التي جعلتهم يخلعون ثوب الفخامة ويرتدون الرديء من الثياب التي لا تليق بسمعة بلادهم ومكانتها في أذهان العرب. 



واللافت أن بعضهم كان يطلق على السعودية مسميات غير لائقة، في مقالاته، دون أن يدرك فداحة الخطأ وأبعاده، خاصة أن علاقة المملكتين أكبر من هذا العبث الذي تديره أطراف خارجية، هدفها التفرقة بين شبان المغرب والسعودية؛ لأهداف يدركها الجميع.



العبارات التي يستخدمها “بعض” الإعلاميين في الصحف المغربية، تبرهن على أنهم يكتبون دون عقل وتحت تأثير مغريات أو وعود، والأسوأ أنها تتبرأ من مواقف الدولة، وتعمل ضد مبدأ الملك في المحافظة على مكانة المغرب، ودوره الإيجابي في العلاقات العربية، وغالبًا لن يحتمل أبناء المغرب ردة فعل بعض الجهلاء في الطرف المقابل، لو تحدث أحدهم عن قضية حساسة توازي قضية الصحراء الغربية والخلاف مع الجزائر بشأنها.



تصريحات رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم تركي آل الشيخ، بشأن استضافة المغرب لكأس العالم 2022، لا تبرر هذا الهجوم في صحف تخضع للقوانين المغربية، ولا تحتمل هذه الإساءات التي طالت المملكة العربية السعودية ككيان.. وكان من الأجدر بهؤلاء المهاجمين أن يلوموا الجهات القائمة على ملف التنظيم لتجاهلها الاتحاد العربي والزهد في دعمه، فضلاً عن مطالبة كثير من الدول العربية بدعم ترشح المغرب، دون اطلاعها على ما فيه، وعلى طريقة “ادعمني وأنت ساكت”!



العقلاء في المغرب يشكلون ثقل هذه البلاد العظيمة، ويمكن المراهنة عليهم في إدراك أن نجاح المغرب ونيله شرف تنظيم المونديال، مرهون بالمحافظة على العلاقات القوية مع البلدان الشقيقة، وأخذ العبرة من الخيانة الكبرى التي تعرض لها المغرب في ملف الترشح لاستضافة 2006، على يد من يحاول حاليًا تخريب علاقات المغرب مع السعودية والإمارات.