|


أحمد الحامد
وقتٌ للبلبل.. ووقتٌ للصقر
2018-03-24

سأتحدث اليوم عن أكثر موضوع مكرر "الوقت"، كتب كثيرة ألفت عن أهمية وكيفية إدارة الوقت، ولم تتعب المطابع من طبع كل ما يفصل هذه الأهمية إلى يومنا هذا، حتى أصبحت الكتب تكرر نفسها، شخصيات معروفة تتحدث عن التحولات الإيجابية في مسيرتها، بعد تمكنها من إدارة الوقت بصورة صحيحة، ومقولات خلّدت في هذا الشأن وتزاحمت بها صفحات التواصل الاجتماعي.



جميعنا ندرك أهمية الوقت وأهمية تنظيمه والنتائج الإيجابية من استغلاله؛ لإنجاز ما يمكن إنجازه، لماذا إذن نهدر الكثير منه رغم معرفتنا بأهميته؟ هل عملية تنظيم واستغلال الوقت تحتاج إلى دافع؟ أم أن تحقيق المنجز يحتاج إلى إرادة أولاً توجد الوقت وتنظمه؟ بالأمس أضعت الكثير من الساعات من دون معنى.. 



لا فائدة ولا متعة، في الشهر الماضي أنجزت ما كنت أتمنى إنجازه منذ سنوات، لاحظت أنني كنت وحيدًا ومستغلاً معظم الوقت طوال الأيام عندما عملت على إنجاز ما كنت أطمح إليه، بينما أهدرت الكثير من الأيام والساعات هذا الشهر، أستطيع أن أقول بأنه تهاون وضعف، لقد أضعت وقتي فعلاً، السلبية في الأمر أن إضاعة الوقت لها مردود سلبي على نفسية الإنسان، 



بينما استغلاله وإنجاز ما يمكن إنجازه يعطي طاقة إيجابية ودافعًا نحو الأمام، أتفهم جيدًا عندما أرى إنسانًا منجزًا ولا تشاهده في الأماكن العامة إلا نادرًا، لكننا نشاهد إنجازاته على أرض الواقع، لقد كان يعمل كالصقر، البلبل طائر مُنظِر، الصقر طائر مهني تطبيقي، البلبل يتحدث وهو في مكانه، الصقر يتجول في السماء ولا يهبط على الأرض إلا وقد اصطاد منجزه، لقد فعلا ما فعلاه في وقت واحد، ولكن نوع الفعل اختلف، لو استطاع البلبل التغريد والصيد معًا لأصبح أفضل من الصقر، ولا يعني ذلك أن البلبل ليس جميلاً، بل يعني أن الصقر أجمل بتأثيره الحقيقي الفعال، لا يتحدث لكنه يفعل، الفعل منجز والإنجاز يبقى، التغريد جميل لكنه ينسى، الصقر لا يغرد لكنه يجعل البلبل يغرد عن ما فعله الصقر.