|


أحمد الحامد
سأبقي الباب مفتوحا
2018-03-22

غريب أمر هذه الطاقة التي تعيش في أعماق الإنسان، أحيانًا تشعر أنها هي التي تقودك نحو تحقيق هدفك، وأحيانًا تعتقد أنها انتهت وماتت، ثم تظهر فجأة من حيث لا تشعر.



غير أن علاقتي بها أصبحت تشبه علاقة الأطفال مع بعضهم بعضًا، يتخاصمون بسرعة فيفترقون، ثم يعودون دون تبريرات، أو اعتذارات. 



أشعر أحيانًا أنني أقوى رجل في العالم، وأحيانًا كل ما أطمح إليه هو غرفة صغيرة منزوية في مكان بعيد. 



قرأت ذات يوم أن الإنسان ما قبل عمر الأربعين إنما هو تجارب، والحياة الحقيقية تبدأ في الأربعينيات، شكرًا جزيلًا يا أيها القائل.. شعرت أحيانًا أنني أكثر هدوءًا ونضجًا، وأصبحت أرى الحياة بمناظير مختلفة، ولكن ماذا أفعل بكل ما "هبَّبته" قبل أن أصل إلى الأربعينيات؟ بآثار وتراكم الأخطاء التي يجب عليَّ تصفيتها اليوم؟ لا شك أنني دون طاقة الآن.. يبدو أننا تخاصمنا.. لا أعلم إن كانت ستعود مساءً، أو صباحًا، أصبحنا لا نتحدث كثيرًا هذا العام، لكننا نعمل بصمت، قد يكون من الأفضل لو أنني كتبت هذا المقال وهي معي، لا مانع من أن أعتمد على نفسي دونها... ليس كثيرًا. 



أسوأ ما يرتكبه الإنسان في حق نفسه عندما لا يشعر بجمال ما لديه ولا قيمته، فيغدو باحثًا عما لا يعرف ولا يجيد، فلا يحصل عليه، ولا يحافظ على ما كان لديه بعد أن ينتبه إلى قيمته! 



هل تعلمون لماذا أتخاصم مع طاقتي؟ لأنها أحيانًا تعمل دون تفكير جيد، نعم هذه هي الأسباب.. يبدو أنني أستغل غيابها فألقي باللوم عليها! حسنًا لا علاقة لها بذلك.. لكن كان عليها أن تقول شيئًا مفيدًا لا أن تعمل دون أي نصيحة لي!!.. ماذا يفيد خصامنا؟ لقد قضت حياتها معي.. وكانت بيننا أيامٌ جميلة.. في الفترة الأخيرة بدأت تكثر من الغياب.. 



لا أريد أن أكون وحيدًا، ثم إنني لا أعلم إلى أين تذهب؟ هل تكون قد رأت ألا فائدة مني؟ لا أعلم.. لقد كانت لنا نجاحات معًا.. ما زلت أذكر فرحتها بكثير من الإنجازات! عليها أن تبقى معي، ونصلح ما ارتكبناه معًا من أخطاء.. 



حسنًا.. نصلح ما ارتكبته أنا من أخطاء. قد تقرأ هذا المقال وتنزعج من اتهامها بالتقصير، سأبقي الباب مفتوحًا علَّها تعود هذا المساء.