|


أحمد الحامد
حديث إلى شباب سعوديين
2018-03-17

أنا ابن الحياة.. أنا من اختبرت الدول والحكّام، وعرفت الغربة، وعشت طائرًا لا تهدأ مواسم هجرته، أقول لكم قول المحب الذي أجبرتموه على محبتكم.. من سيل فضلكم وملح خبزكم ورقة مودتكم، أقول لكم انعموا بوطنكم.. 



بأمنكم وبصفاء مياه شواطئكم وشموخ جبالكم، بقصص الحب بملاهي الأطفال وصباحات مدارسهم، انعموا بالنظر إلى نجوم الليل من على أسطح البيوت، وبصوت الأذان كل فجر، بتحية جاركم وطمأنينة آبائكم وضحكات أمهاتكم، بشجاعة جنودكم ومنعة حدودكم، انعموا بالطريق الذي يأخذكم من أعماق الرمال إلى كل الجبال الخضراء، انعموا بلهجاتكم وتنوعكم وكل طوائفكم، انعموا بكرم أرضكم وجودة محاصيل زرعكم..



تمعنوا بجمال نخيلكم واعتزوا بأشكال إبداعاتكم وافخروا بأدبائكم ورددوا أغانيكم، انعموا بشرف خدمتكم لبيت الله وإعجاب ورضا المسلمين بما تقدموه بكل تواضع واعتزاز، واسعدوا بكل ما تقدموه خارج حدود وطنكم من كرم ورحمة وشهامة، اسعدوا بحجم مكانتكم في قلوب الناس ومكانة مملكتكم بين دول العالم، هل تدركون حقاً حجم جمالكم؟ أدركوه جيدًا وأثملوا حبًّا بوطنكم، انعموا بطيبتكم وكرمكم وشجاعتكم وسخائكم وشهامتكم وتاريخكم وحاضركم ومستقبلكم، اشكروا الله كثيرًا واسألوه أن يحفظ قادتكم، كونوا لهم دائمًا مثلما أنتم صفًّا واحدًا وصوتًا واحدًا، قادتكم أيها السادة من أنبل بني البشر، وهم مما رزقكم الله ومما بارك بهم الأرض.. تبنون البلاد معهم بسواعد واحدة، وطموحات واحدة وأحلام واحدة، أنتم اليوم تكتبون تاريخكم الحديث مثلما كتب الأجداد تاريخهم العظيم.. 



المملكة انطلقت نحو لغة العلم والتنوع الاقتصادي والاستثمار في الإنسان ونحو دولة حديثة.. تطلقون بها المواهب وتشاهدون نتائج كل مجهود تبذلون، وتنظرون إلى حسن مستقبل الأبناء وقوة البلاد، أصبح قديمًا إعجابكم بصلاح الدين.. أصبح لديكم الآن صلاحكم.. افخروا اليوم بمحمدكم.. بمحمد بن سلمان وادعوا الله أن يحفظه لكم.. اللهم احفظ المملكة وشعبها وزدها من خيرك الوفير، وادحر كل من أراد لها سوءًا، اللهم وفق قادتها الملك سلمان وولي عهده الفذ محمد بن سلمان اللهم آمين.