|


أحمد الحامد
حملة ثناء وشُكر
2018-03-15

في يوم من أيام الإذاعة، وفي بداياتي الإذاعية، استضفت الفنان راغب علامة، كان قد أطلق ألبوماً جديداً فيه عدة أغانٍ خفيفة، سألته ألا تعتقد بأنك لم تستفد من تراثنا العربي الموسيقي إذ تميل بعض أغانيك في الألبوم إلى الطابع الغربي خاصة في التوزيع الموسيقي؟



 قال كيف أستفيد؟ قلت له إن تكون امتداداً للرواد، قال أي الرواد تقصد؟ نسيت كل الأسماء وقلت له عبده الحمولي! قال لي أنت مذيع شاب هل تتذكر أية أغنية لعبده الحمولي؟ لم أكن أعرف أية أغنية وشعرت بأن الثواني تمر علي كالساعات، لا أعلم من أين استحضرت عبده الحمولي وكان عليّ أن أجيب فوراً لأننا على الهواء، سألت سريعاً مهندس الصوت إن كان يعرف أية أغنية للحمولي فأجابني: لك شو معرفني فيه! ابتدعت اسماً وهمياً لأغنية غير موجودة ومر الموقف بسلام لكنني شعرت بأنني خرجت من ورطةٍ كبيرة. 



كانت تلك الورطة درساً كبيراً من الدروس التي تعلمتها في البدايات وما زلت أتعلم: لن أقحم نفسي فيما لا أعرف ولن أسأل قبل أن أفهم سؤالي جيداً وأدرس جوانبه. 



بعد مرور السنوات تعلمت أيضاً أن الصدامية في الحوار ظلم كبير للنجوم وأن المحاور الجيد هو من يخرج جمال المبدع لا أن يضعه في زاوية ضيقة ويتناسى كل جماله وكفاحه وتجربته التي أوصلته للمكانة التي وصل إليها. 



في الحلقات الماضية من برنامجي تعمدت أن أظهر جانب الجمال وأن أحتفي بالضيف وأقول في حقه ما يستحق من ثناء لأننا إن لم نكرمه في حياته لن ينفع تكريمه بعد مماته، كما أن التشجيع للمبدع يشعره بنتائج مجهوده فيشعر بالتكريم وترتفع معنوياته. 



علينا أن نحتفي بمبدعينا دائماً ونظهر جوانبهم الجميلة ونبتعد عن التركيز على أخطائهم التي هي أقل كثيراً من نجاحاتهم ومن إنجازاتهم. 



المبدع يشبه النبتة التي تحتاج دائماً إلى الماء، والماء هو كلماتنا الطيبة والتقدير الدائم لكل مجهود يقدمه، ليس في الفن فقط بل في كل جوانب الحياة، الأب يحتاج إلى الكلمة الطيبة والشكر من أبنائه والأم كذلك وكل من يعمل بجهد معك، حتى صاحب الأخلاق الحميدة يتطلب أن نشكره على حسن أخلاقه.



ما رأيكم لو كل منا يبدأ حملة شكر وثناء على كل من يستحق وهم كثر من حولنا.