استأثر خبر إقالة المدرب الأرجنتيني رامون دياز باهتمام واسع في وسائل الإعلام العالمية، ولم يكن أكثر المتابعين في الوسط الرياضي السعودي، يتوقع أن يحظى رحيل المدرب بهذه المتابعة اللافتة، خاصة أن دياز يحظى بشعبية كبيرة في أوروبا، بصفته من أهم اللاعبين الذين مروا على ملاعب إيطاليا وفرنسا، فضلاً عن شعبيته العريضة في بلاده الأرجنتنين، بصفته المنافس الأول لمارادونا خلال الثمانينيات.
الاهتمام الإعلامي برحيل دياز جاء بمثابة علامة تعجب بشأن إقالة مدرب حقق مع الهلال نتائج لافتة، من أهمها إنهاء صيام الفريق العاصمي لخمسة مواسم عن الفوز ببطولة الدوري السعودي، فضلاً عن التأهل إلى نهائي دوري أبطال آسيا بأقل مجهود، وبفارق مريح أمام الأندية المنافسة. وبات قرار الإقالة بحسابات الأرقام يفتقد إلى الحكمة في نظر وسائل الإعلام، خاصة أن الهلال فقد نصف عناصره المؤثرة خلال الموسم الحالي بغياب نواف العابد وسالم الدوسري وعمر خربين والبرازيلي إدواردو، وهذا يكفي لتراجع النتائج مهما بلغت قدرات المدرب وتعددت حلوله!.
لا نعلم عن تفاصيل رحيل رامون دياز، ولا عن دواعي اتخاذ هذا القرار في وقت متأخر من الموسم، غير أن التفريط بهذا المدرب خسارة للهلال وللمنافسة في بطولات الموسم، خاصة أن وجود هذا الداهية في الدوري السعودي كانت له إيجابيات استفاد منها الهلال في تفضيل اللاعبين الأجانب التعاقد مع الفريق من أجل دياز، واستفادت منه المنافسات المحلية من خلال الاهتمام العالمي بنتائج رامون دياز وفريقه.
الأندية السعودية لا تطيق الصبر غالبًا، وتراهن دائمًا على تغيير الأجواء من خلال إبعاد المدرب والاستعانة بمدرب تمت إقالته من نادٍ مجاور، ومع أنه تصرف يفتقد إلى الاحترافية، إلا أن نتائجه مع الأسف تصنع صدمة إيجابية مؤقتة لدى اللاعبين، وغالبًا ما تثمر انتفاضة في الفريق تقوده إلى تحسين النتائج وربما تحقيق البطولات.
النتائج الأخيرة للهلال برهنت على أن رحيل دياز لم يغير شيئًا، ولو استمر هذا المدرب برغم الانتقادات؛ فالحال لن تكون أسوأ من سابقتها في السنوات التي صبر فيها الهلاليون على الابتعاد عن الفوز ببطولة الدوري لخمسة مواسم، ولن تكون أثقل من تكلفة تكرار الأخطاء نفسها بمجرد التعثر في البطولة الآسيوية!.