|


أحمد الحامد
ثنائية بليغ ومحمد حمزة
2018-03-08

من حسن حظ الشاعر الكبير محمد حمزة أنه ولد وعاش في الزمن الذي ولد وعاش فيه بليغ حمدي، الموهبة أحياناً لا تكفي.. تحتاج إلى الحظ أحياناً، في بدايات حمزة وعندما كان في المعهد الموسيقي يتابع بروفات أغنية "عطشان يا صبايا" التي كتبها لمحمد رشدي ولحنها الملحن محمد غنيم، التقى صدفة ولأول مرة ببليغ وسأله عن رأيه في لحن الأغنية الجديدة لمحمد رشدي فأجابه بليغ: رأيي في إيه.. انتوا "بوزتوا" الفلكلور. 



خرج محمد حمزة مصدوماً خاصة أنه اللقاء الأول.. الصورة النمطية عن بليغ عند محمد حمزة كانت مختلفة.. كانت رومانسية.. كان بليغ بالنسبة إليه الملاك الذي لا يتحدث إلا نغماً.. هذا اعتقاد الكثير من الناس عن المشاهير، لقاءاتهم الأولى غيرت كثيراً من رؤيتهم المتشكلة من الطابع الذي صنعه المشهور للجمهور من خلال أعماله، لا من خلال تصرفاته الشخصية الطبيعية.



بعد عدة ساعات عاد محمد حمزة إلى شقته ليجد بليغ ينتظره عند باب العمارة، قال بليغ لمحمد حمزة: أنت زعلت؟ أنا مكنتش عاوز أزعلك لكن أن يقدم الفلكلور كما هو ومن دون تطوير لا يعتبر فناً، يجب أن يعمل الملحن على تطويره، ثم قال بليغ لحمزة: إيه آخر حاجة كتبتها؟ أسمعه حمزة مذهب أغنية تقول: سواح وماشي في البلاد سواح.. والخطوة بيني وبين حبيبي براح.. مشوار بعيد وأنا فيه غريب.. والليل يقرّب والنهار روّاح.. وإن لقاكم حبيبي سلمولي عليه، كتب بليغ المذهب على الورقة الداخلية لعلبة السجائر، لم يكن لديهما ورقة.. مازالا عند باب العمارة، غادر بليغ وعاد لحمزة بعد ثلاث ساعات قال له: حليم عاوزك، اجتمع محمد حمزة ببليغ وحليم، كل ذلك حصل في يوم واحد، ألم أقل لكم إن الحظ رفيق الموهبة.



عندما أشارت الساعة إلى السابعة صباحاً كانت أغنية سواح جاهزة كتابة ولحناً وغناء، كانت تلك الليلة من حسن حظ الجمهور العربي، ليس بأغنية سواح فقط، بل لما كان بعدها من أغانٍ قدمها الثلاثي العبقري لاحقاً: موعود، حاول تفتكرني، أي دمعة حزن لا، زي الهوى، نبتدي منين الحكاية، كتب محمد حمزة 37 أغنية لعبد الحليم، شكراً بليغ لأنك ذهبت لمحمد حمزة لتعتذر منه، ما أجمل اعتذارك.