|


أحمد الحامد
ياسر وجورج بيست.. واللعب القديمة
2018-02-20

 غالبية جمهور الكرة العربية يشبهون الأطفال، الطفل دائمًا يتعلق باللعبة الجديدة وينسى القديمة، تجد لعبه القديمة مهملة في الأروقة وفي “حوش البيت” يعطيها لمن يطلبها، لا كرمًا بل استغناء، أكثر ما يجعلني أنظر إلى عالم الكرة بصخبها وإعلامها بنظرة الريبة والحذر، أن جمهورها بلا ذاكرة،  يركض للأمام ولا يأخذ معه ماضيه.. لعبته التي كانت يومًا جديدة وسببًا في أفراحه وافتخاره، يؤلمني مشهد اللاعب الذي غير الزمان تعابير وجهه ونزل البياض إلى شعر رأسه، بديلاً عن هتاف الجمهور وقبلات المشجعين، المشجع المدمن على تشجيع فريقه بعصبية في عالمنا المحلي، تستطيع أن تشاهد تحولات موقفه من لاعب ما عدة مرات في مباراة واحدة، يشتمه حينًا ويمدحه حينًا آخر.



في الأيام الماضية أضاع ياسر القحطاني ضربة جزاء؛ فطالب هذا المشجع المتعصب بتبديل لعبته فورًا والركض نحو الأمام، متناسيًا قيمة هذا اللاعب التاريخية في النادي أو المنتخب، وراح يطالب برحيله بأسلوب لا يدل على فهم مفهوم الرياضة.



لا أدافع هنا عن لاعب ما؛ فلكل لاعب عمر زمني، ولكنني أدافع عن قيمةٍ تم الدفع بها في الكثير من المواقع، واشترينا بها ما كنا نحتاجه من نقاط، اقرؤوا عن وفاء الجمهور الإنجليزي للاعب جورج بيست، بعدما قدم لهم المتعة والأهداف، لم يتناسوا قيمته الرمزية عندما كبر وعندما عاش حياته الشخصية بأسلوب لا يتوافق مع لاعب كرة قدم، بقي جورج اللاعب الفذ في ذاكرة المشجع وفي ذاكرة الإعلام الرياضي، وعندما رحل عن الحياة كانت جنازته تليق بالأساطير احترامًا من الجمهور للاعب، واحترامًا من الجمهور لنفسه ولماضيه وللعبه القديمة.