|


أحمد الحامد
في جلباب الشجاعة
2018-02-17

لماذا تشارلي تشابلن هو تشارلي تشابلن؟ ليس لأنه من المؤسسين في صناعة السينما الناجحة، لقد كان هناك آخرون في مجاله، بل لأنه أراد أن يكون مختلفًا، وهذا تجديد أو تأسيس لجديد، تشارلي لم يكن ممثلاً وملحنًا ومخرجًا وكاتبًا بارعًا فقط، بل كان مفكرًا ومنفذًا يعمل بنفسه على أدق التفاصيل، كان يملك شيئًا لو أنه لم يمتلكه لكان كل ما ذكرته عنه دون فائدة، كان يملك الشجاعة الكافية لمواجهة أي شيء، عانى هذا العبقري من طفولة حزينة وسافر إلى أمريكا وصنع بها ولها المجد وحرم من دخولها لاحقًا، حاربته الحكومة الأمريكية واتهمته بقضايا سياسية لا علاقة له بها، حاربته الصحافة في حياته الشخصية واتهمته باللاإنسانية بعد طلاقه من إحدى زوجاته، لم يضعف ولم يتوارَ.. 



واجه الجميع من جهة وأظهر عبقريته المهنية من جهة أخرى، عندما يغادر تشارلي شركة إنتاج تعاقد معها كان يؤول مصيرها إلى الخراب والإفلاس، كان هو رأس المال الناجح لأي مستثمر في صناعة الأفلام، تشارلي جريء في كل شيء، في طرحه السينمائي وفي قراراته الشخصية، تزوج ثلاث مرات من شابات صغيرات وانفصل عنهن، وعندما أراد أن يتزوج الرابعة الصغيرة أيضًا رفض والدها وقال إنه مزواج غادر، أثبت تشارلي عكس ذلك وبقيت معه حتى رحيله، أثبت أنه شجاع حتى في قرار إبقاء أو رحيل من يعيش معه في منزله.



أثبتت الموهبة التي يمتلكها الكثير من الناس، أنها لا تستطيع أن تعيش وحيدة، أثبتت أنها تحتاج دائمًا إلى الوحش الذي يظهر عند المواقف المفصلية، الموهبة الناجحة اللامعة هي الكائن الذي يعيش في جلباب الشجاعة.