|


أحمد الحامد
من أيام الإذاعة
2018-02-13

في عام 2008، وفي يوم من أيام الإذاعة، استضفت الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، تحدثنا عن جوانب كثيرة ومنها الأغنية، وعندما سألته عن الألبوم الغنائي الأخير لعبدالمجيد عبدالله، أجاب معاتبًا بما معناه: "عبدالمجيد من كبار الفنانين، وصوته من أجمل الأصوات، لكنه غنى بعض الأغاني التي لا تصل إلى مستوى قيمته الفنية، عليه أن ينتقي بعض أعماله بصورة أفضل". 



انتهى اللقاء، وبعد مرور عدة أيام، جاء شخص إلى مبنى الإذاعة وطلب مقابلتي، كان شابًّا وسيمًا ينطق كلماته بهدوء، لا ينظر إليّ وهو يتحدث، لكنه يسرق نظرة نحوي كلما أنهى جملة طويلة من حديثه، قال لي بما معناه: "لقد استمعت إلى حديثك مع الأمير بدر، ولا أريد أن أظلمك، لقد كانت هناك جوانب جيدة في الحوار، ولكن اسمح لي بأن أقول إنك لم تكن مهنيًّا في جانب من الجوانب، من قواعد الإعلام الحر أن يكون للطرف الآخر الغائب فرصة الرد على الانتقاد الذي يوجه له، لا بد أن يكون هناك صوت آخر، حتى تتضح الحقيقة، وتكون الرؤية كاملة للجميع، ثم إن المستمع هو من يحدد الرأي الصائب، أو يشكل رأيه الخاص به، أنت تعمل في إذاعة ولا يحق لك أن تعمل بطريقة خاطئة، أليس من الظلم أن ينتقدني الأمير بدر من دون أن تعطيني فرصة الرد عليه"؟



سألته عن أي فرصة تتحدث.. أنا لا أفهمك؟ فأجاب: "عندما قال الأمير بدر هناك بعض الأغاني التي غنيتها كانت أقل قيمة من مستواي الفني، سألته: "انت مين"؟ قال: "أنا عبدالمجيد عبدالله".



تداركت الصدمة، ووعدته بأني سألتزم بما قال في الحلقات القادمة، ومضى.. كان شابًّا أنيقًا مؤدبًا، نظرت إليه وهو يبتعد وشعرت بالحزن، وكلما تذكرته أسأل نفسي هل تشافى بعد مرور كل هذا الوقت؟ هل تزوج وأصبح لديه زوجة وأطفال؟ 



لا أعلم لماذا وأنا أكتب هذا الموقف القديم الآن، لدي الرغبة بأن أقول لكم بأنني رابح صقر!