|


No Author
محمد نجيب - كرة الإسبان وشخصية الطليان
2016-06-19
في عالم المستديرة هناك كرة قدم وهناك كرة الإسبان التي تختلف كل الاختلاف فيما تقدمه من فنون وسحر ومتعة كرة القدم. حين قدم ميشيلز رينولز للعالم الكرة الشاملة أبهرت هولندا جميع عشاق الكرة بأسلوب مختلف، كرة قدم جميلة صفق لها الجميع رغم إخفاقها في الفوز بكأس العالم دورتين متتاليتين في ألمانيا والأرجنتين.
الإسبان ومن خلال برشلونة ومن بعده المنتخب الإسباني قدموا كرة التيكي تاكا متعة الاستحواذ والتمرير متعة المهارة والأداء الأقرب للسحر. برشلونة اكتسح كل الألقاب الممكنة والمنتخب حقق بطولتين أوروبيتين وكأس عالم.
ما زال الإسبان يقدمون الكرة الأجمل وبعد فوزين متتاليين على التشيك والأتراك يدخلون الدور القادم والترشيحات تصب في مصلحتهم بالحفاظ على اللقب الأوروبي لتثبت للعالم أن جمال العروض الكروية لا يكتمل إلا بالفوز بالبطولات، وأن كرة القدم عند الآخرين في وادٍ وكرة الإسبان في وادٍ آخر.
تقابل جماليات كرة الإسبان انضباطية وشخصية الطليان. الفريق الإيطالي في هذه البطولة يقدم جيلاً لا يقارن بأجيال المواهب السابقة، الفريق لا يوجد فيه ديل بيرو وروبرتو باجيو وتوتي، ولا يضم كونتي والتوبيلي وباولو روسي وسكيلاتشي،
فريق يفتقد للمواهب كعناصر تمثله لكنه يملك الانضباطية الدفاعية ويملك روح البطولة والرغبة العارمة في تحقيق الإنجازات، ويملك مديره الفني كونتي أفضل مدرب على مستوى هذه البطولة.
ما زال الجميع يتذكر إيطاليا ١٩٨٢ التي أنهت الدور الأول من كأس العالم بتأهل يثير الشفقة وفضيحة المراهنات وسجن باولو روسي الذي جلبه بير زوت لكأس العالم بعد خروجه من السجن مباشرة. يومها انطلقت إيطاليا نحو المجد حتى بعد أن اعتبر النقاد أنها ستكون في المجموعة جسر العبور للأرجنتين والبرازيل يومها تغلبت على الجميع ونالت من الألمان في النهائي. إيطاليا في هذه البطولة كسبت الفريق البلجيكي أحد أبرز المرشحين للبطولة بما يضم من نجوم وبتصنيفه الثاني على العالم بعد الأرجنتين ثم كسبوا السويد ليؤكدوا أن الفريق الإيطالي بمن حضر وأن الانضباطية والروح القتالية خير بديل لغياب المواهب.
الوجه القبيح للبطولة أتى من الجماهير الروسية والإنجليزية ومعارك ابتدت قبل البطولة وتصاعدت في مباراة الفريقين ثم أعقبتها أعمال الشغب التي قامت بها الجماهير الكرواتية في مباراتهم مع التشيك، قبل الشغب كان الكروات يتقدمون بهدفين وبعد استئناف المباراة التي أوقفها الشغب سجل التشيك التعادل في ظل غياب التركيز عند الفريق الكرواتي بسبب شغب جماهيره.
قبل هذه البطولة كما في كل البطولات التي يشارك فيها المنتخب الإنجليزي تبالغ الصحافة الإنجليزية في مستوى طموحاتهم وأن الفريق سيذهب بعيداً في البطولة بل إنه أحد المرشحين بقوة على اللقب ودائماً ما يعود الفريق بخفي حنين ولا أعلم متى سيقتنع الإنجليز بأن كرتهم تفتقد المواهب مقارنة بكثير من فرق البطولة وأن المنتخب الإنجليزي لا يملك شخصية البطل وكون دوريهم هو الأجمل والأقوى لا يعني أنهم الأفضل خاصة أن مواهب الدوري الجميلة قادمة من خارج الحدود البريطانية.
داريو سيرنا كابتن منتخب كرواتيا فقد والده بعد مباراة تركيا ولكن وصية الوالد كانت أن يقود منتخب بلاده في أمم أوروبا، وكم كان مشهداً مؤثراً والسلام الوطني الكرواتي يعزف على أنغام دموعه التي انهمرت حزناً على والده وعشقاً لوطنه وهكذا يكون الولاء والانتماء للأب وللوطن.
ولنا لقاء.