|


No Author
بدر السعيد - الاستقطابات على طريقتنا (2ـ3)
2016-06-20
أستكمل وإياكم اليوم مشوارنا في وصف مشهد الاستقطابات في عالمنا الكروي المحلي.. والتي امتلأت بالعديد من الممارسات الخاطئة والاجتهادات غير المحسوبة العواقب وغير المبنية على دراسات متأنية وخطط واضحة المعالم..
ومن الجدير بالذكر عند مناقشة موضوع الاستقطاب أن نشير بوضوح إلى عملية قراءة الاحتياج ومقارنته بالمتاح سواء من داخل النادي أو خارجه.. وهنا تأتي أهمية التخطيط طويل الأجل في عمليات الاستغناء عن بعض العناصر وإحلال أخرى.. والأهم من ذلك هو ربط عملية الاحتياج الفني في بعض المواقع بالفريق بالخيار الأول للاستقطاب وهو تصعيد العنصر المتاح أساساً في الفئات السنية للفريق.. والأمر هنا يعود بعد توفيق الله إلى الإدارة الرياضية القادرة على ربط هذا الأمر بالخطة الفنية طويلة الأجل.. دون الحاجة المباشرة للاستقطاب من خارج النادي.. وهو أمر يكاد يكون غائباً في معظم أنديتنا الوطنية للأسف !!
فمع غياب النهج والتخطيط السليم فإنه من الطبيعي جداً أن تجد العديد من المواهب وقد تم التعامل معها بأسلوب رجعي وغير مهني إما بتجاهلها أو استبعادها.. ثم تجد أن ذلك العنصر المستبعد قد قاد فريقه الجديد إلى التتويج بعد مستوياته الفنية العالية التي خسرها فريقه الأساسي.. وهي حالة تتكرر لدينا بشكل كبير وليتها تؤثر فينا !!
ثم يأتي بعد ذلك الخيار الثاني وهو استقطاب العنصر المحلي من خارج أسوار النادي.. وتلك خطوة هي الأخرى لا تقل غرابة أو انعدام مهنية عن سابقتها !! فسوق الانتقالات المحلي مليء بصور التخبط وبناء الأفكار على رغبة أحادية قد تكون مرتبطة بتحدٍ معين أو انتصار "فلاشي" وهمي يجعل رئيس ذلك النادي بطلاً قومياً في عين جماهيره بمجرد قدرته على التوقيع مع اللاعب الفلاني وقطع الطريق أمام المنافس للحصول على توقيع ذلك اللاعب.. وقد أصبحت تلك العملية في نظر البعض هي أحد النجاحات التي قد تفوق في قيمتها الاحتفال ببطولة ما بغض النظر عن مدى الفائدة المحددة من وراء تلك الصفقة "الفلاشية"!!
أما الخيار الثالث فهو استقطاب العنصر الأجنبي.. وهو خيار لا يقل أهمية عن سابقيه بل يعد هو أبرز الأدوات المتاحة لإدارات الأندية لصناعة الفارق الفني الكبير بمجرد تعزيز صفوف الفريق بالعنصر الأجنبي المؤثر.. وهذا بالطبع هو الأمر الافتراضي.. لكن أنديتنا لديها ما لذ وطاب من تجارب " التخبيص" في استقطاب العناصر الأجنبية.. حيث تتسابق في التوقيع هنا وهناك لعقود لا تحقق من ورائها ما ينتظره جمهورها العاشق.. بل وليست كافية لأن تكون مهراً للوصول إلى منصات الذهب..
ولك أن تتخيل حجم المال.. والوقت.. والجهد.. والثقة المهتزة التي تخلفها حزمة الاستقطابات غير المستندة على نظرة مهنية مرتبطة بخطة استراتيجية تخدم الأهداف المعدة مسبقاً.. هذا إذا افترضنا أن هناك خطة استراتيجية "علمية" أساساً!!
وفي المقال المقبل بحول الله.. سنستكمل معاً الجزء الثالث من موضوعنا.. وعبر مساركم.. المسار التاسع..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..