|


No Author
وحيد بغدادي - درقن.. درقن.. درقن
2016-06-21
تذكرت إحدى القصص التي تروى عن أحد الطلاب في إحدى المدارس.. عندما طلب منه معلمه أن يكتب مقالاً تعبيرياً عن رياضة الفروسية في عشر صفحات.. فكتب الولد في السطر الأول من الصفحة الأولى: "ركب الرجل فوق الحصان" ثم قفز للسطر الأخير في الصفحة الأخيرة وكتب: "ونزل الرجل من فوق الحصان".. ثم عاد ليكتب بين الجملتين ويملأ ما بينهما في باقي الصفحات عبارة: "درقن.. درقن.. درقن".. قد يعتبرها البعض من سماجات الطرائف في زمننا الحاضر ولكنها وللأسف تعبر كثيراً عن واقعنا المعاصر وتجسد قضايا كثيرة لحياتنا اليومية.. حيث نعاني من غياب الفكر والتخطيط الإستراتيجي وباتت جميع أهدافنا مجرد حبر على ورق غير قابل للتطبيق.. والسبب أن الهدف يتم وضعه سلفاً بطريقة غير قابلة للتنفيذ ومن ثم يتم ملء الفراغات ما بين البداية والنهاية بخطط مؤقتة وحلول لا تتعدى كونها قصاً ولصقاً.. ولذلك فإن أغلب المشاريع تتأخر.. ملعب عبدالله الفيصل في جدة أحد هذه الأمثلة القريبة.. الهدف هو التوسعة.. والميزانية معلنة ثم ماذا؟! تم اكتشاف أخطاء وزيادة التكاليف ثم أعذار وأعذار وسنوات وسنوات ولم ير النور.. والسبب منهجية "درقن.. درقن" وغياب التخطيط السليم منذ البداية وقس عليها الكثيييييير.