في العصور القديمة الغابرة.. ضُربت الأمثله والأساطير.. وزماناً قيل "ثلاثة من المستحيل.. العنقاء والغول والخل الوفي"..
فالأول ذلك الطائر الضخم الذي لا نعرفه إلا في الروايات والثاني وحش الظلام المرعب الذي يلتهم الأطفال وكلاهما لا نسمع عنه إلا في الحكايا والأفلام أو مسلسلات ألف ليلة وليلة والتي تروى من وحي الخيال.. إلا أن أسطورة الخل الوفي تعني أن وجود الصديق أو الخليل المخلص لك أكثر من نفسه لا يمكن أن توجد وهذه النظرة لا يمكن أن تستقيم أصلاً.. إذ إن الصديق وهو إنسان أيضاً يجب أن تكون له حياته الخاصة ومشاعره ومتطلباته وقد تتعارض أو لا تتماشى كلياً أو جزئياً مع من يصادقه وإن (صدقه).. الصديق عملة نادرة فعلاً، ولهذا قال العرب إنه من المستحيلات الثلاثة..
وعندما يريدون وصف شيء مستحيل يقولون إنه (من رابع المستحيلات) أي أنه أسطورة حقيقية.. ولذا قال الشاعر: (لمّا رأيتُ بَني الزّمانِ وما بهِم خلٌّ وفيٌّ، للشدائدِ أصطفي أيقنتُ أنّ المستحيلَ ثلاثةٌ.. الغُولُ والعَنقاءُ والخِلّ الوَفي).. "وَمَا أَكْثَرَ الْإِخْوَانَ حِينَ تَعُدُّهُمْ وَلَكِنَّهُمْ فِي النَّائِبَاتِ قَلِيلُ" هم حولنا في زمن انعدم فيه الوفاء.. "إلا ما رحم ربي"..
للأسف أصبح من السهل جداً أن تجد من يحبك اليوم يتجاهلك في الغد بل وبدون أي مقدمات أو أدنى أسباب.. كثيراً ما نشاهد ونسمع عن قصص الجحود المتبادل من الأبناء لآبائهم أو العكس.. تبذل الأم عمرها وحياتها لترى أبناءها من أفضل لأفضل فإذا بهم يتجاهلون جميع ما قدمت.. وحتى وهم يستكثرون الشكر أو بذل الدعاء لوالديهم على أقل تقدير تجدهم ينكرون بل وأكثر من ذلك يصل إلى الانتقاص.. وقصص أخرى عن مشاكل الحياة الزوجية.. الرجال لا يعترفون بفضل نسائهم وما يقدمنه لهم من تضحيات.. فيما تجد بعضهن وبكل بساطة تردد لم أر خيراً قط..
الأمر لم يقتصر على العلاقات الإنسانية بل وحتى في المنظومات التجارية فقد أصبحت المصالح الشخصية هي العنوان.. ورغم أن العمل الاحترافي يفرض آلية التعامل لخدمة المنظومة بعيداً عن الشخصنة.. إلا أن ما يحدث هو العكس في الأغلب للأسف.. وبالعودة لحاضرنا وبعيداً عن هذا وذاك "باتت المستحيلات الثلاثة.. هي البوابات الإلكترونية.. استاد عبدالله الفيصل.. وأرضية الجوهرة"..
سنوات طويلة مضت والجمهور الرياضي يحلم بتنفيذ مشروع البوابات الإلكترونية بجميع ملاعب المملكة ولكن يبدو أنها لن تعدو كونها مجرد أضغاث أحلام.. فيما أصبحت جاهزية استاد عبدالله الفيصل بجدة من الأمنيات.. ورغم وجود ملعب الجوهرة إلا أن فساد أرضية الملعب تفسد فرحة جماهير القطبين في جدة #الاتحاد و#الأهلي.. وفي كل موسم يتم إغلاق الملعب ونقل مبارياتهما من جديد إلى أرضية الشرائع بمكة وكان الأولى أن يؤخذ ذلك في الاعتبار عند وضع جدول مسابقة الدوري ولكن يبدو أنها من خامس المستحيلات.
