|


No Author
محمد نجيب - الخروج المر
2016-06-26

تحولت الأنظار من البطولة الأوروبية بعدما وصلت إلى أدوارها النهائية ومباريات خروج المغلوب إلى خبر انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لم يعد خبر هزيمة إسبانيا وهزيمة إيطاليا يأتي في صدارة العناوين التي تصدرتها أخبار انخفاض الجنيه واليورو وتهاوي قيمة البترول وتأثر البورصات العالمية بسبب الانسحاب البريطاني.

بغض النظر عن أسباب خروج بريطانيا من دائرة الاتحاد الأوروبي سواء لأسباب سياسية وهي استقلالية القرار الديمقراطي البريطاني أو لأسباب اقتصادية بالمعونات البريطانية التي ترهق كاهل اقتصادهم بمليارات الجنيهات الإسترلينية لمساعدة دول متعثرة في الاتحاد أو أسباب اجتماعية بتدفق المهاجرين من أوروبا الشرقية للعاصمة البريطانية وما يحملونه من تسول وجرائم وبطالة إلا أن ما يهم عشاق الرياضة بصفة عامة وعشاق البريميرليج بصفة خاصه هو مصير مئات النجوم الكروية في الأندية الإنجليزية، وبحسب قوانين الاتحاد الإنجليزي فإن الكثيرين من هؤلاء النجوم غير مؤهلين للعب في إنجلترا لو لم تكن بريطانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي لهذا وبسبب الخروج من الاتحاد يتعين على هؤلاء النجوم التقدم بطلب تصريح عمل للعب في منافسات الكرة الإنجليزية والإسكوتلندية وهنا سيطبق عليهم قانون النسبة المئوية لعدد المباريات التي لعبها كل لاعب مع منتخب بلاده وتزيد النسبة من ثلاثين بالمائة على الأقل إن كان ترتيب المنتخب متقدماً في التصنيف الدولي إلى أكثر من ذلك كلما تراجع تصنيف المنتخب وفي هذه الحالة فهناك الكثير من النجوم لن يكونوا مصنفين ومؤهلين للعب في إنجلترا!، وهذا يعني أن الفرق ستضطر إلى الاستغناء عن الكثير من المواهب وهذا ما يهدد عرش الكرة الإنجليزية التي يصنف دوريها كأقوى دوريات العالم وإن أخذنا في الاعتبار تراجع قيمة الجنيه الإسترليني يصبح عرض الأندية الإنجليزية غير مجدٍ للكثيرين للعب هناك وسترتفع أسعار المؤهلين إلى أضعاف أسعارهم الحاليّة ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد ستجد المواهب الإنجليزية فرصة أكبر للعب في فرقها وكل ذلك على حساب مستوى وقيمة الدوري الإنجليزي.

توابع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيلقي بظلاله على الموسم الكروي القادم ومن شأن هذه التوابع أن تنسف كل ما قام به الإنجليز من جهد للنهوض بدوريهم وتحويله من مجرد منافسات كروية إلى صناعه تدر الملايين وكل نجاح حققه القائمون على شؤون الكرة سينسفه قرار سياسي مغلف بالديمقراطية وعلى المتضرر اللجوء لصناديق الاقتراع.

خسر الإسبان من حصان البطولة كرواتيا وخسرت إيطاليا من أيرلندا فلم يعد بالبطولة الأوروبية الفريق الذي لا يقهر.

ألمانيا وفرنسا هما الفريقان اللذان لم يتذوقا طعم الخسارة بعد الفوز بمباراتين والتعادل بمباراة. سيجمع دور ثمن النهائي وهو دور خروج المغلوب الإسبان بالطليان وهما الفريقان اللذان لعبا النهائي في النسخة السابقة وفازت حينها إسبانيا بأربعة أهداف دون رد لتلقي تلك الهزيمة بظلال الثأر للفريق الإيطالي الذي سيحاول رد اعتباره والذهاب بعيداً في هذه البطولة التي سيحاول الإسبان المحافظة على لقبها وإثبات أنهم ما زالوا الفريق الأفضل بالعالم وليؤكدوا أن أسلوبهم في التيكي تاكا ما زال هو الأسلوب الأمثل لتقديم أجمل فنون الكرة والتتويج بالبطولات وعلى الجانب الآخر يسعى مستضيف البطولة فرنسا لتخطي أيرلندا وتأكيد إرث الفوز بالبطولات المقامة على استاد ساندونيه كما حدث مع جيل ٨٤ وجيل ٩٨ جيل بلاتيني وزيدان.

كرواتيا قدمت كرة قدم رائعة فيما مضى من مباريات وآخرها الفوز على إسبانيا وعليها ملاقاة البرتغال ونجمها المتألق كريستيانو رونالدو. آخر جيل للكروات بقيادة دافور سوكير وبوبان وبيليتش هنا في ساندونيه خرجوا من نصف النهائي في كأس عالم ٩٨ أمام فرنسا صاحبة الأرض بهدفين لهدف واكتفوا بالمركز الثالث بعد الفوز على هولندا.

بقية المباريات ألمانيا وسلوفاكيا سويسرا وبولندا آيسلندا وإنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية وبلجيكا والمجر التي قدمت أجمل مباريات البطولة ضد البرتغال وانتهت بالتعادل بثلاثة أهداف لكل فريق.

مباريات قد تذهب بفرق مغمورة إلى أبعد من المتوقع في هذه البطولة بسبب تقارب المستويات.

جولة مؤهلة لربع النهائي تصعب بها التوقعات ولكن المؤكد أننا على موعد مع الإثارة في أرقى البطولات وكرة قدم من عالم آخر. ولنا لقاء.