|


No Author
بدر السعيد - الاستقطابات على طريقتنا (3ـ3)
2016-06-27

ومع الوصول إلى هذا المنعطف .. أكون وإياكم قد وصلنا إلى الجزء الثالث والأخير لموضوع الاستقطاب في مجتمعنا الكروي المحلي ..

وبعد أن تناولت في الجزأين الأول والثاني وصف المشهد والفرضيات القائمة في عمليات الاستقطاب وأدوار الإدارات وصدامها مع تيارات الإعلام والجماهير ..

فإني سأحاول في هذا الجزء أن أستكمل الصورة العامة لمشهدنا ..

وبمجرد ذكر موضوع الاستقطاب فإن البعض وبدون أدنى شك سيتجه تفكيره على أحد أكبر مشاكل سوق الانتقالات في رياضتنا المحلية وهو الأرقام المبالغ فيها في عقود اللاعبين ..

ففي الوقت الذي نقول فيه "اللهم لا حسد" فإنه يجدر بنا كذلك أن نقارن المبلغ المدفوع مقابل القيمة المضافة ..

وهي معادلة أجزم أنها ستنتهي باختلاف منطقي بين القيمة وحجم الفائدة في معظم اللاعبين وليس جميعهم بالطبع !! ولن أكون سطحياً فأضع اللوم فقط على السماسرة واللاعبين كعوامل رئيسية في التصاعد غير المنطقي في أسعار بورصة اللاعبين محلياً .. فاللوم يقع على أهم ثلاثة عناصر مؤثرة في السوق "حالياً" وهي إدارات الأندية والإعلام والجماهير ..

فالإعلام يربط سقف الرغبات والطموحات بأسماء ليس باستطاعتها تحقيق طموحات الفريق ..

ثم تأتي الجماهير العاطفية العاشقة فتستكمل المشوار برفع حدة المطالبة والضغط على الإدارة ..

ويزداد هذا الأمر حدة متى ما تزامن مع التلميح لدخول فريق منافس كطرف في صفقة ما ..

فيتحول الأمر تلقائياً إلى صراع جماهيري إعلامي "فارغ" تدفع ثمنه الإدارات غير الواثقة من نفسها والتي تستجيب لضغوطات السوق بغض النظر عن قناعاتها من ناحية وقدراتها من ناحية أخرى !! لذا فإن على الإدارات أن تجد الإجابة "المنطقية" على عدد من الأسئلة قبل أن تخطو خطواتها الأولى في سوق الانتقالات ..

ماذا ؟ كيف ؟ لماذا ؟ متى ؟ كلها أسئلة لابد أن تكون حاضرة في ذهن صاحب القرار وبإجابات تتناسب مع واقع وطبيعة القدرة على توفير المدخلات المناسبة للحصول على المخرجات التي تم التخطيط لها مسبقاً ..

حينها ستصل الإدارات إلى ذلك المستوى من الاحترافية التي يسهل معها إمساك العصا من المنتصف ..

أما الاستمرار في العمل الاجتهادي الحالي الذي تحكمه العواطف بشكل كبير فإن محصلته في الغالب ستكون مزعجة وستنتهي بمشهد فقير فنياً ..

وإن كان قد صاحبته ضوضاء إعلامية مسبقة !! وليكن التركيز على الفائدة بعيدة المدى وليس الانتصار الإعلامي اللافت لجمع أكبر قدر من الصور والتعليقات والمناوشات الإعلامية الجماهيرية في بداية الصفقة .. ثم الخذلان والانكسار في نهاية المطاف !! كلي أمل في أن تصل أنديتنا إلى تلك المرحلة التي نجد من خلالها أنها حققت نسبة كبيرة من المكتسبات الفنية والمعنوية والمالية من سوق الانتقالات ..

ولن يتحقق ذلك الأمر طالما أن أصحاب القرار مبتعدين عن وجود المخطط الاستراتيجي القادر على قراءة المحيط الداخلي والخارجي بشكل علمي والخروج بخطة طويلة المدى مبنية على أساس من الواقعية ..

أما غير ذلك فإنه يعني ضياع أصحاب القرار بين مفردتي "ارحل" و "اجلد"!! دمتم أحبة .. تجمعكم الرياضة .. ويحتضنكم وطن ..