حدّثني عن التعليم ، أُحدّثك عن التطور وتحقيق الأهداف.أكتب للمرة الثالثة عن نماذج لتطبيق مؤسسات رياضية لمسؤولياتها الاجتماعية عبر التعليم ، حيث سأتناول في مقال هذا الأسبوع الجامعة الروسية الأولمبية الدولية - RIOU وهي الصرح التعليمي (غير الربحي) الذي أُنشئ عام 2009م في إطار مذكرة تفاهم بين اللجنة الأولمبية الدولية، اللجنة الأولمبية الروسية ، واللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية - سوتشي 2014، وبتضامنٍ من وزارة الرياضة، واللجنة الأولمبية وشركة استثمارية خاصة ، بهدف صناعة جيل من الكفاءات الإدارية يواكب استضافة روسيا للأحداث الرياضية الكبرى.
وتقدم الجامعة المرتبطة بشراكات مع 11 جهة تعليمية متخصصة في الإدارة الرياضية برنامجاً لمدة عام بدرجة الماجستير يغطي: إدارة البنية التحتية، المسابقات، الاتصال الجماهيري، الدبلوماسية الرياضية، وإدارة المهنة. إضافةً لمجموعة واسعة من الدورات قصيرة المدى باللغتين الإنجليزية والروسية التي تستهدف العاملين في القطاع الرياضي الدولي ، وينتهي كلا البرنامجين بالتدريب العملي في اللجان المحلية المنظمة للأحداث الرياضية في روسيا مثل سباق الفورومولا ون الروسي وغيره ، فضلاً عن الشراكات مع الاتحادات الدولية.
وتفخر الجامعة بأن كان المتزلج الروسي نيكولاي أوليونن الحاصل على الميدالية الفضية في سوتشي عام 2014، أحد طلابها الذين تمكنوا من تحقيق التوازن بين الدراسة والإنجاز الرياضي في ذات الوقت تمهيداً لمستقبلٍ إداري واعد ينتظره. وكذلك العدّاء البوتسواني أوباكينج نيقويقوا الذي تم تعيينه بعد التخرج مديراً فنياً لاتحاد اللجان الأولمبية الأفريقية، وغيرهم الكثير ممن يضيفون مستوىً متقدماً من الكفاءة لمؤسساتهم الوطنية والإقليمية.
في نموذج الجامعة الروسية الأولمبية الدولية استقراء لاحتياج الكفاءات في الإدارة الرياضية، والخروج بحلٍ ضمن النشاط الأساسي لعمل اللجنة الأولمبية- الرياضة وتنفيذه قبل استضافة الحدث بخمسة أعوام أي قبل الوصول لمرحلة الأزمة، لتأتي النتيجة واضحة بتحقيق أهداف اقتصادية وبيئية ومجتمعية. ليمتد الأثر نحو القطاع الرياضي الدولي كقيمة مضافة لجمهورية روسيا ودور مؤسساتها الرياضية المسؤولة.
وأصل لختام المقال بسؤال: كيف تمكّنت اللجنة الأولمبية الروسية من عقد شراكة مع اللجنة الأولمبية الدولية والاستفادة من رعايتها ودعمها،
بينما لم ننجح نحن في فعل ذلك.. حتى الآن ؟