|


هيا الغامدي
"لعلها خيرة" والقادم أجمل
2017-11-20

 

 

 

بعيدا عن لهجة الغضب وحدة الانفعال، يبقى البعد عن "الجلد اللفظي" أيسر تناولا أحياناً، وما تعلمناه بكتب الأدب والشعر كالبيت القائل:

 

ما كل ما يتمناه المرء يدركه...تجري الرياح بما لا تشتهي السفن لا يلغي جمال الأبيات المضادة التي لم تعلمنا الحياة إياها:

 

تجري الرياح كما تجري سفينتنا...نحن الرياح ونحن البحر والسفن

إن الذي يرتجي شيئا بهمته...يلقاه لو حاربته الإنس والجن

فأقصد إلى قمم الأشياء تدركها...تجري الرياح كما رادت لها السفن

 

وشتان بين الحالتين من تقبل للفشل والهزيمة وبين فن صناعة واقع جديد أجمل بكثير، وهو ما يجب أن نؤمن به السبت المقبل بإياب نهائي آسيا بين الهلال وأوراوا الياباني.

 

للأسف أصبح الإسقاط على شماعة الرياح الأقرب تبريرا لإخفاق البعض، تخديرا لوخز الشعور بتأنيب الضمير، وما كان مبرر الهلاليين بعرضهم الفني الباهت ذهابا الذي انتهى بتعادل بطعم الخسارة ونكهة السوشي الياباني الحارق مع التوابل البرازيلية التي أضافها المحترف رافاييل سيلفا.

 

رغم أن ما رأيناه من مشهد الذهاب فريقاً عادياً لم يتفوق على ممثلنا إلا بالمعركة النفسية وسيطرة الفكر الرائج جهلا لدى البسطاء من الجهال وتوابع ثقافة قطيع الأندية، بأن آسيا "صعبة وقوية"، فأهدرت الفرص السهلة برعونة تامة وتسيب عظيم لقائمة تطول من المسميات، تسيدها عمر خربين "فخربها" كثيرا أمام المرمى بإضاعة الفرص السهلة رغم الهدف اليتيم، فما الذي شتت ذهن "خربين".. لقب الهداف أم كأس آسيا؟! وما تبرير "بنوهلال" بليلة ضياع الفرص، وكل ما وجدناه منهم يندرج تحت العنوان الكوميدي "الشكسبيري" العريض "جعجعة بلا طحن"، وما جدوى السيطرة دون "فعالية" تؤمن إياب اليابان وبرودة طقسه وهدير أمواج الساموراي خلفه؟.

 

تحدثنا كثيرا عن التعبئة النفسية والتهيئة الذهنية، وهي من واجبات الجهازين الفني والإداري، ولا تقل بأي حال عن النواحي الفنية التكتيكية.

 

وما شاهدناه "العكس" رعونة عصبية انفعال خشونة وسيلاً من البطاقات الملونة، رغم التحكيم المتزن الأقرب للمثالية، فما كان عذر الهلاليين ليكملوا مجهود البداية القوية بالبطولة والجدارة والأفضلية؟!.

 

حتى "دياز" الذي يضرب به المثل بالتعامل الذكي وقراءة المباريات لم نره "مهايطا" مع الواقع، كما شاهدناه يومها بتعامل غريب وتبديلات أغرب، فهل هذا جزاء الثقة الزائدة برود ورعونة وتلاعب بأعصاب الجمهور؟!.

 

لا تلوموا الحظ أمام اليابانيين، فالحظ بريء من تعادلكم "المستفز" براءة الذئب من دم يوسف، بل لوموا التخاذل والبرود والرعونة وسوء التوظيف للثقة الزائدة من الجمهور والإعلام والمسؤولين لكم، فالخصم أيا كانت قوته أو ضعفه لن ينال منك إلا من بعد هزيمتك لنفسك هنا يبدأ الهجوم والسيطرة عليك أكثر.

 

أؤمن "إيابا" بأننا سنرى فريقا "هلاليا" آخرا متحرراً أكثر، ومؤمنة أكثر بأن من الفرق من يهوى نيل المجد من البوابة الأصعب، ومنهم الزعيم، الذي تضعه أقداره أحيانا عند فرص "ثقب الإبرة" ليصنع منها أنصاف محاولات ويسجل.

 

فمتى تحرروا من الضغوط سيبدعون أكثر، وفي اليابان ينتظرهم امتحان سيكرم فيه الهلال أو يهان.

 

وما بين أمل وتفاؤل.. ترقب وانتظار، معركة عظيمة من التوقعات وضبابية فنية نفسية، ودائما نقول "لعلها خيرة" والخير قادم بإذن الله "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم".