|


هيا الغامدي
والتعصب الرياضي "فساد" أيضا!
2017-11-06

 

 

 

تختلف أنواع الفساد وأشكاله باختلاف مسبباته، وحينما نتحدث عن "الفساد" بمجتمع الرياضة فغالباً ما نجده متبوأ لموقعه شبه الأزلي بالتطرف بالآراء والتعصب لوجهات النظر العقيمة والإساءة للآخر!.

 

اختنقنا من التعصب والمتعصب كالمختنق "المشنوق" الذي يتأثر بسموم حقده وكراهيته ويؤثر بالآخر بكم التعاطف الشعبي الذي يحصل عليه من أنصاره هواة السير الأعمى ضمن ثقافة القطيع، وهو بحقيقته كالسوس الذي ينخر بجسد رياضتنا ليعريها من أية تطور ويشل حركتها وحراكها!.

 

فالتعصب الذي تتوشحه حالات التطرف بالآراء لصالح ناد معين ومن يمثله، المصحوب بالإساءة والسب والشتم والتجريح غير المبرر يؤثر ليس بجمال اللعبة وحسب، بل بمفاهيم ترابط المجتمع كما يخدش من سلوكيات ومبادئ التنافس الرياضي الشريف!.

 

فالرياضة مظهر من مظاهر الرقي الاجتماعي/ الحضاري، متى ما التزمت المجتمعات بآدابها وابتعدت عن التطرف والحدة بالآراء والعنصرية، ولكن أن تخرج الرياضة من مفهومها السامي لتصبح بؤرة من بؤر الحرب ضد الآخر فيجب أن نعمل جميعا على تجفيف مستنقعاتها الفكرية "العفنة"، وردمها والحد من انتشارها كورم سرطاني خبيث يتسرطن بجسد الرياضة كل يوم أكثر ليعمل على تعطيلها وشل حركتها وما تم الإعداد له من خطط وأهداف وطنية تسمو برياضة الوطن وأهدافه!.

 

هرمت أقلامنا وزوايانا بالصحف وأتحدث عن نفسي، فخلال عقدين من الزمن داخل الصحافة السعودية وخارجها ـ في قطرـ كان لموضوع التعصب الرياضي مساحة كبيرة ومكررة بالطرح ومطالبات مستمرة بضرورة مكافحة هذه الآفة، والآن بدأنا نرى مبادرات وحملات وطنية تثلج الصدر، ولكن لا حياة لمن تنادي بهذا الميدان وإذا عرف السبب بطل العجب، لكن إذا أردنا أن نحارب هذه الآفة البغيضة فيجب أن نعالج أولاً مسبباتها ولا أعظم من أمراض العقول!.

 

فإصلاح العقول يبدأ بالتوعية والإرشاد، فإذا صلحت العقول اضمحل التعصب وتقلص حجمه بالتأثير سلباً على المجتمع! فتقليص المساحة الفكرية التي تؤثر بها بعض العقول المتحجرة على القطيع التابع لها لتحركه كيفما تشاء بكنترول زرع الفتن بالوسط الرياضي حتى بتلك الخطط والأهداف التي ما فتئت الدولة والسلطة المخولة لهيئة الرياضة السعودية لوضعها لتطوير الكرة السعودية والمبادرات التي تقوم بها والحملات التي تطلق للتوعية وتعزيز مفهوم الاعتدال والتسامح ومعالجة القضايا السلوكية، ومن هنا أشيد بمبادرة مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال لمكافحة التعصب الرياضي مؤخراً، ونحن جميعا مطالبون لتكثيف الجهود مع هيئة الرياضة والجهات المهتمة وتضافر للجهود لتشكيل حراك مضاد أكبر حجماً وتأثير لمحاربة التعصب الرياضي خاصة وأننا مقبلون على مرحلة من إدماج المجتمع بالرياضة ومنافساتها، فقرار السماح بدخول العائلات للملاعب مظهر من مظاهر الانفتاح المجتمعي على الرياضة وملاعبنا تعج بالمتعصبين وبالسلوكيات وردود الأفعال المتطرفة المشحونة بالتعصب ما يؤثر بشكل سلبي على ما تم الإعداد له!.

 

والتأثير على هذه الخطوة التي اتخذتها هيئة الرياضة بتوسيع قاعدة التشجيع الرياضي ليشمل المرأة والطفل و..، فماذا أعددنا لتوعية المجتمع بخطورة تفاقم التعصب الرياضي بالمدرجات؟!.

 

التوعية ليست إعلامية فقط، بل يجب أن تمتد لمنابر مجتمعية أكبر كالمدرسة والمنزل والمسجد..، لتسهيل مهمة إدماج الرياضة بفئات المجتمع الأخرى! ولو اضطررنا للقوة "فعصا القانون أقوى من الموعظة" خاصة إذا استحال العلاج بالوقاية... ألقاكم.