|


هيا الغامدي
سامي "الفاشل" تدريبياً.. مؤهل إدارياً!
2017-11-03

الإخفاق في محطة من المحطات لا يعني الفشل عموماً، بقدر ما يعني عدم التوفيق وتلك من أقدار الله التي على الإنسان أن يتقبلها بصدر رحب، وإخفاق سامي الجابر بمهمته كمدرب "مديرا فنيا" بكافة المحطات التي مارس التدريب فيها سواء بالتجربة البسيطة مع أوكسير"كمساعد مدرب" على سبيل الإعداد، والإقالات المتتالية من المحطات التدريبية الرسمية الأربع التي درب فيها في الهلال والوحدة الإماراتي والعربي القطري والشباب، ليست النهاية بقدر ما تعني ضرورة البدء بميدان آخر أهم وأشمل!
وبشكل عام غالبا ما يحظى "المنتج المحلي" بقدر وافر من عدم الاستحسان الذي هو بحقيقته عدم اقتناع وتقبل والنظرة المتدنية!
سعدت كثيرا باختيار الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلاً برئيسه عادل عزت لكفاءة رياضية "فنية/ إدارية" كسامي للعمل مديرا تنفيذيا بالاتحاد، وهي خطوة إيجابية تصب بالمصلحة العامة لما يتمتع به من قائمة مميزات تؤهله لهذا المنصب!
وبهذا الإطار نقول إن الوقت والمجهود الذي ذهب بمجال "التدريب" سيفيد ويعمق مدى النجاح بالإدارة ولن يذهب سدى، فالجدارة الإدارية مع الخلفية والخبرة الفنية تعمقان أي تجربة وتدفعانها للنجاح أكثر!
فالكاريزما التي يتمتع بها الجابر تنطلق أساساً من موهبة "القيادة" فسامي يمتلك بجيناته الرياضية سمة "القائد" الإيجابية سواء بالميدان كما كان لاعبا أو بالحقل الإداري وحتى التدريب وإن لم تتوافق معه الظروف للنجاح داخل المستطيل الأخضر!
كاريزما القيادة الفنية/ الإدارية مع شخصية رجل يهوى تحسين ذاته وأدواته باستمرار مهمين بعملية التطوير والكفاءة الإدارية، فمهمة "المدير التنفيذي" والتي تعني بالمقام الأول المدير الأعلى "لاتحاد القدم" بعد الرئيس، والتي من أبرز مهامها القيام بعمليات التخطيط والتنظيم والتنسيق والمراقبة المتعلقة بمجال العمل، والمشاركة بتحديد سياسة "اتحاد القدم" ومراجعة البرامج التنفيذية والخطط والميزانيات...! فالمدير التنفيذي هو من يقوم بتنفيذ الخطط للوصول إلى الأهداف!
أعتقد أن المهمة "الإدارية" هي الأنسب لعقلية رياضية متفتحة على العالم الخارجي "القاري والدولي" كالجابر، كونه يجمع بين مزايا ثلاث ميزة اللاعب السعودي الذي شارك في أربع كؤوس عالم متتالية وإحراز الأهداف فيها، وخبرة الإداري الذي مارس العمل مديرا للكرة في ناديه أكثر من ثلاث سنوات، وميزة الفني الذي طور نفسه وأدواته التدريبية ليصبح أول مدرب سعودي/ عربي يحترف في أوروبا!
لهذه المميزات وغيرها متفائلين بنجاح سامي الإداري مثلما اتفقنا على فشله "بالإقناع" كمدرب وتحقيق النتائج المطلوبة!
فحضوره المستمر في المحافل الدولية والاحترام والتقدير الذي يحظى به من مجتمع "فيفا" ورئيسه إنفانتينو يؤهله وبقوة لتسجيل الأهداف "الحاسمة" لاتحاد القدم السعودي بمرمى الاتحاد الدولي بذكاء وفطنة وثقافة عالية وإتقان عدد من اللغات سيسهل من عملية التواصل الدولي مع العالم الخارجي بسهولة ويسر، والعلاقات المميزة مع عدد من نجوم العالم المؤثرة بالساحة العالمية انطلاقا من إتقانه لفن العلاقات الدولية، فهذه العقلية الاحترافية انتظرناها كثيرا باتحاد القدم للاستفادة من خبراتها والشهرة العظيمة للاعب والتي ما من شك ستصنع الفارق وستضع له أقداماً مستقبلية بميادين أهم رياضيا تستحقها كرتنا السعودية!
شكراً عادل عزت لأنك اخترت الرجل المناسب بالمكان الصحيح، وبالتوفيق لسامي "الجديد" الذي سيعيد اكتشاف ذاته وأدواته مجدداً عبر ميدان الاتحاد السعودي لكرة القدم وتحقيق المأمول للكرة السعودية.