|


هيا الغامدي
تطوير الحكام مع الثقة (الأهم) يا اتحاد الكرة!
2017-10-16

 

 

 

تشكل المادة أهمية عظمى في تطوير أي منظومة، ورفع مستوى أداء العاملين فيها من خلال زيادة درجة الاستعداد النفسي والمهني، ورفع مستوى المنافسة بين أفرادها، ولكن هل المادة وحدها الباعث لكل شيء؟ خاصة إذا كنا ننشد تطوير حقل وزيادة مخرجاته؟!

ما من شك قرار اتحاد الكرة مضاعفة مكافآت الحكم السعودي خطوة موفقة وإيجابية للبون الشاسع بين ما يتقاضاه الحكم المحلي والأجنبي بملاعبنا والذي تحسن السنوات الأخيرة كثيراً عما كان عليه من مجرد مكافآت رمزية لا تذكر، تأتي متأخرة كما تخضع لمزاجية بعض القائمين على الفرق أوقات الخسارة!.

 

ملايين الريالات تصرف سنوياً على الأطقم الأجنبية للحكام مع تكاليف السفر والإقامة الخمس نجوم..، ولا يوجد مقارنة مع المحلي، فالتقييم على الأداء والتفاعل مع النتائج لا يتم على وجه واحد، فالأجنبي تمرر أخطاؤه وكأنه منزه/ معصوم عن الخطأ، بينما تضخم أخطاء الحكم السعودي "تهول" ويقف الجميع عندها، علما بأن الأخطاء التحكيمية جزء لا يتجزأ من كرة القدم كما أنها ظاهرة عالمية لم تسلم منها حتى فرق المونديال.

 

وكثيراً ما كان حكام الداخل مع لجنتهم من أكثر الأمور صخباً وجدلاً بالوسط الرياضي السعودي رغم تغيير قياداتها وأنظمتها ورغم السماح بجلب طواقم تحكيم أجنبية! وبرأيي أن اتحاد الكرة أخطأ في السابق بقرار زيادة الأطقم الأجنبية لـ 8 وإبعاد حكامنا عن إدارة المباريات الكبيرة، وهو بذلك أضر بالحكم المحلي ورضخ بشكل مرن لمطالب الأندية الكبيرة وضغوطها المستمرة!.

 

فكيف تُرفع مكافآتهم "مادياً" ويُضر بمشاركاتهم "معنوياً" وتبقي عليهم بدور "المتفرج" على الأكثر في المباريات المهمة الحساسة والجماهيرية! مثل ذلك من شأنه تحجيم الثقة بالحكام المحليين، وفتح المجال أكثر لجعل التحكيم شماعة الأندية البالية لتعليق فشلهم و"لتبييض الوجه" أمام جماهيرهم أكثر.

 

لدينا حكام مميزون وأكفاء لإدارة أكبر وأهم المباريات، يحتاجون فقط للدعم المعنوي والثقة بهم للتأكيد على النجاح، فقد رأيناهم ينجحون ويتفوقون في المحافل القارية والدولية ويحصلون على الإشادات والجوائز بالأفضلية! بينما يحاربون في الداخل من قبل الأندية وإعلامها الذي لا يقيم الحكم إلا بمنظار الميول ونوبات شكه وظنونه!.

 

فكيف سنصًدر حكاماً مميزين للخارج ونحن نحجم حضورهم بالمنافسات المحلية المهمة ونخفض مستويات طموحهم بشكل إجباري يجعلهم خيارا أخيرا لمسؤولي الأندية؟!.

 

أتمنى من اتحاد الكرة إكمال ما قد بدأه من مشروع تطوير للحكام بزيادة مكافآتهم العمل على إدماجهم أكثر في المباريات القوية وتقليص الحكم الأجنبي بها الذي يستنزف الأموال ويذهب بالمنتج المحلي بعيداً، وأن يتم العمل على تنظيم الدورات التدريبية ووضع برامج تطوير مستمرة لتحسين الأداء ورفع مستوى الثقة مع الإشارة لتطوير الحكم لنفسه برفع مستوى اللياقة البدنية، وذهنياً بقراءة وفهم لوائح المسابقات.

 

فالكرة السعودية التي أنجبت حكاماً كباراً من فئة عبد الرحمن الزيد وخليل جلال والطريفي والفودة... قادرة بإذن الله على إنجاب الأكثر والأفضل من قوائم الحكام المبدعين، والذين رأينا نمازج مميزة لهم حاليا شاركوا بفاعلية ونجاح وحصلوا على إشادات قارية ودولية كفهد المرداسي ومساعديه الشلوي والعبكري، وهو الذي أختير من قبل دائرة التحكيم بالاتحاد الآسيوي لمشروع تطوير الحكام في آسيا مع كبار الحكام في القارة وهو أهل لذلك!.