|


د. عثمان عبده هاشم
لا عزاء .. للمتخاذلين
2009-04-15
خطط كل من الاتحاد والهلال طريقهما نحو البطولة منذ بداية الموسم بعناية فائقة غير آبهين بما قيل وأشيع.. وما صرف وما أنفق.. ومضى كل منهما في تنفيذ ما خطط له حتى وصلا نهائي بطولة دوري المحترفين معاً.. فلعبا الأحد الماضي ومتعا الحضور والمشاهدين على السواء تاركين الحسرة والألم لغيرهما ورسالة قصيرة تؤكد أن مهر البطولة غال.. بل وغال جداَ.
- الحقيقة.. لا النصر ولا الأهلي ولا الشباب أو الاتفاق يقارن بما حققه العميد والزعيم، لا من حيث المستوى ولا النتائج.. والفارق في الأهداف والنقاط شاسع ولا مجال للمقارنة. فقد عزز كل من الهلال والاتحاد صفوفهما بترسانة من اللاعبين الأجانب بناءً على دراسات فنية ورؤى مستقبلية صحيحة وبعيداً عن التخبطات والتجارب المؤلمة و.. النيات الحسنة.
- النصر مثلاً.. حاول جاهداً أن يظهر ويفرض نفسه كبطل عريق، برغم كل ما قدمته إدارته، ولكنه لا يملك عناصر فاعلة تستطيع المنافسة.. وعليه أن يسرح نصف فريقه إن أراد البقاء ضمن الكبار. والأهلي من جانبه.. دخل الدوري دون أن يحتاط بلاعبين محترفين يمكن أن يقارعوا الكبار، فبدأ الموسم بثلاثة أجانب لا يحسده عليهم أحد.. ثم تخلى عنهم واستبدلهم بأسوأ منهم. والشباب، وبالرغم من استقراره إدارياً، إلا أنه لم يوفق هو الآخر في محترفيه الأجانب فجاء رابعاً. أما الاتفاق فيبدو أن تركيزه انصب على الاهتمام بالمشاركة الآسيوية فقط.
- كنت قد ذكرت قبل لقاء منتخبنا الوطني بنظيره الإيراني أن هناك نجم قادم، سيسطع في ذلك اللقاء وسيدخل تاريخ الكرة السعودية من أوسع أبوابه، وقد ظهر نايف الهزازي بالفعل. والحقيقة فقد جاءت توقعاتي من خلال قراءات ومتابعات دقيقة لظهور هذا النجم أثناء مشاركات فريقه من جهة وبروزه في اللقاء الودي الذي سبق مواجهة إيران من جهة أخرى. وقد ظهر جلياً حرص اللاعب على تطوير مستواه وتحسين أدائه من مباراة إلى أخرى. ولذا على (نايف) أن يعي ما قاله زميله (نور) أنه موهبة كروية لا يمكن تجاهلها الاهتمام بنفسه والابتعاد عن الغرور. الكابتن محمد نور أثبت أنه أنموذج للاعب المثالي ليس بمهاراته الفنية فحسب.. ولكن بأخلاقياته وتعامله الراقي مع زملائه داخل وخارج المستطيل الأخضر. ولعل تعامله مع إصابة (الدعيع) خلال احتكاكهما في المباراة النهائية يدل على أن تعامله مع زملائه لا يقل مهارة وفناً عن لعبه.