|


د. عثمان عبده هاشم
شباب على طول
2009-05-06
يمر الهلال بأزمة فنية طارئة شأنه شأن أي فريق آخر.. خاصة وقد تكالبت عليه الظروف بدءا من تسريح مدربه الروماني كوزمين وانتهاءً بدخول نجمه اللامع ياسر القحطاني دوامة الأزمات النفسية المتلاحقة التي فشل ومن حوله في السيطرة عليها حتى بلغ حد اليأس. ولا يعني، بأي حال، خروجه من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين أنه فشل ذريع.. فقد قابل الفريق الشبابي الذي كان في أوج توهجه، والذي لو لم يفقد ذلك التوهج في بداية الموسم لحصد أكثر من بطولة، ولكن هكذا هو الشباب.. شيخ بطلعة شابة.ولعل المتابع الرياضي يدرك أن مثل هذه الأمور تمر بها أعرق الأندية في العالم.. ومن شاهد لقاءي مانشستر يونايتد وليفربول، وريال مدريد وبرشلونة يتأكد تماماً أن عالم هذه الكرة ساحر حقاً.. ولهذا يعشقها الملايين.
- وضع الأمير خالد بن عبدالله النقاط على الحروف.. وكان دقيقاً للغاية في إجاباته التي أراد من خلالها تطمين الجماهير الأهلاوية على مستقبل فريقها الكروي الذي جابه، هو الآخر، أزمات فنية ونفسية وإدارية أبعدته عن المنافسات المحلية. الأهم من كل ذلك أن (أبو فيصل) لم يكن بحاجة لكل ذلك المديح. فهو أكبر من كل ذلك.
- سألني صديقي الاتحادي عن رأيي في رئيس العميد القادم فقلت: اللامي قادر بالطبع على إدارة سفينة العميد بكل اقتدار ويملك من الخبرة ما يؤهله لذلك.. خاصة وهو بطل أول ثلاثية يحققها الاتحاد. ليس هذا فحسب، ولكن يحسب لأبي محمد أنه من أعاد العميد لدرب البطولات التي ضل طريقها طويلاً. وفي يقيني أن منافسه الأقوى هو الدكتور عبدالإله ساعاتي، الذي يملك فكرا رياضيا راقياً.. وعلاقات واسعة.. وخبرات إدارية متنوعة.. وقدم أعضاء إدارة تكنوقراطية شابة بمؤهلات وقدرات عالية لتقديم النادي بشكل وبعد جديدين. وفي كل الأحوال، لن تكون مهمة الرئيس الجديد سهلة لأنه سيواجه جمهورا ثقافته فوز.. وغايته بطولات.
- النصر، هو الآخر، غادر الموسم دون تحقيق ما تمناه جمهوره العريض.. وعليه التخطيط للموسم المقبل بكل عناية بعد أن يسرح عددا من لاعبيه المنتهي الصلاحية وكذلك محترفيه الأجانب، ما عدا المدافع البرازيلي (إيدير) الذي دافع عن الشباك النصراوية بكل اقتدار.. ولولاه، كما أرى، لمني العالمي بهزائم أكبر.. لهشاشة خط دفاعه.. وتواضع مستوى بعض لاعبيه.. وعدم ثبات مستوى حراسته.
- في الوقت الذي لا تعطي الأندية الأوروبية لاعبيها أكثر من شهر كإجازة سنوية، تقدم أنديتنا للاعبيها ما لا يقل عن خمسين يوماً.. وقد تصل إلى شهرين، مثلهم مثل طلاب المدارس. وهي في الحقيقة طويلة جداً مقارنة بما يقدمه اللاعب من عطاء طوال الموسم الرياضي. ولا أريد أن أقارن ذلك بما يحصل عليه اللاعب من مكافآت ورواتب عالية حتى لا أبدو وكأنني أحسدهم على ذلك. بالطبع.. كلنا يدرك ما يتحصل عليه اللاعب العالمي من مبالغ فلكية.. ولكنه مقابل ذلك يعطي ما يوازي تلك المبالغ المدفوعة له من خلال تواجده المستمر في النادي سواء للتمارين الصباحية والمسائية معاً أو الانتظام في دورات تعليمية وتثقيفية وخلافه.. أي أنه موظف في ناديه. فماذا يقدم لاعبنا المحلي أكثر من تواجد محدود لا يتجاوز الساعتين من التمارين الجادة.. في أحسن الأحوال.