|


أحمد السليس
نعم للتغيير.. لا للتطوير
2011-01-15
بالفعل جاء الوقت الذي يتطلب تغييراً شاملاً في شكل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم سواء بتلك العقول التي تدير المنتخب أو الأجهزة الفنية واللاعبين وحتى الأجهزة الطبية، فكل هؤلاء أعطوا فرصة تلو الفرصة لحفظ ماء الوجه على الأقل إلا أنهم حتى ذلك لم يفعلوه بل ظلوا يقودنا من فشل إلى آخر، فيما نحن لم تتغير مطالباتنا والتي تتركز على التطوير، وأنا هنا أسأل ماذا نطور؟ وهل ما سنعمل على تطويره سيقبل ذلك، ثم هل من يدير دفة هذا التطوير أهل لذلك أم أن هؤلاء بالأساس لم يطوروا أنفسهم في لجانهم حتى يطوروا منتخباً كان في يوم من الأيام سيداً لآسيا، فيما اليوم أصبح خروجه مقرراً من قبل بدء أي بطولة.. خسرنا الوصول لكأس العالم بعد أربع مشاركات متتالية كان الوصول فيها يحسم من أدوار مبكرة، ثم أتبعنا ذلك بخسارة كأس الخليج، وتقبل الجميع ذلك على اعتبار أن (خليجي 20) تحضير للأمم الآسيوية، وقد أسفر هذا التحضير عن خروج مذل من كأس آسيا وعلى يد منتخبات لم تكن في حسبان المنتخب السعودي إطلاقاً، إذ اعتاد هزيمتها من مباراة لأخرى، ولم يمكنهم الفوز عليه إلا في مباريات لا قيمة لها، أما اليوم فبتنا نحلم كيف نهزم هؤلاء بعد أن غيروا وعملوا وتطورا، في حين لم يعرف التغيير طريقه إلينا وهي ثقافة مترسخة لا تغادر عقول الكثيرين لدينا، إذ لا قاعدة لديهم إلا كيف يحصلون على أكبر قدر من المواقع ليمارسوا عبثهم باستمرار ويقودوا الأخضر إلى مزيد من السقوط، فبعد كل ما حدث ماذا ننتظر من هكذا منتخب؟ .. التغيير أمر مطلوب ليس في الرياضة فحسب، بل في كل مكان عاماً كان أو خاصاً، على أن يكون هذا التغيير ليس لغرض التغيير فقط بل تغيير للوصول للتطوير والتجديد.. فاليوم بات مطلوباً استحداث هيئة أو إدارة عامة للمنتخبات السعودية لكرة القدم يتفرع منها إدارات وأقسام وتديرها عقول شابة وتكون مفصولة تماماً عن الاتحاد السعودي لكرة القدم على أن تكون مرتبطة بالرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه مباشرة، وتتم المحاسبة من قبلهما عند أي تقصير يحدث، ولكي يكون هناك تفاهم وانسجام وعمل مستمر بين الجميع ولإيجاد تكامل بين جميع المنتخبات والوصول لمجموعة أسماء شابة مميزة مع إخضاعها لتجارب ومعسكرات تكون أكثر حضوراً، أما أن نمضي نراوح مكاننا ودائماً تكون علتنا في المدربين، فذلك ليس معقولاً ولن نجني منه إلا مزيداً من التأخر، فلتسجل رياضتنا السعودية سابقة بفصل المنتخبات عن الاتحاد وتجعل لها مؤسسة مستقلة تعمل بتفرغ كامل وعلى طول العام وليس قبل كل بطولة، كما أن الأسماء التي تعمل على إدارة شؤون الاتحاد وكذلك المنتخبات، فبهذه الطريقة إما نحملها ما لا تحتمل وإما نعطيها ما لا تستحق.