|


بندر الدوخي
شهر الأحداث
2010-08-23
في رمضان من عام 91هـ بدأ فتح الأندلس بأربعة مراكب على ظهرها حوالي خمسمائة مجاهد، بقيادة طريف بن مالك.
ـ وحطّت هذه الطلائع في مكان لازال يعرف حتى اليوم باسم ذلك القائد البطل "طريف".
ـ وبعده قاد طارق بن زياد جيشاً من سبعة آلاف بطل مسلم، عبر بهم المضيق في شجاعة نادرة إلى بر الأندلس.. ونزل بالجبل الذي عرف باسمه.
ـ ثم سار إلى نهر البرباط "الذي سماه العرب وادي بكة" وهزم حاكم القوط عند بحيرة تعرف باسم لاجندا وذلك في رمضان من عام 92هـ، ثم تقدم إلى طليطلة وقرطبة.
ـ وفي رمضان من عام 93 أكمل موسى بن نصير الجانب الآخر من المهمة بالاستيلاء على أشبيلية، وزحف ليلتقي بطارق بن زياد في طليطلة.
ـ إنه رمضان الذي فرضت فيه، وفي السنة الثانية من الهجرة زكاة الفطر، تزكية للجسد وتطهيراً له.
ـ بل هو الشهر الذي أنعم الله فيه على المسلمين بفتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، تحت قيادة النبي الكريم، الذي ترقرقت دمعته شكراً لله، فهدمت الأصنام ورموز الجاهلية، وارتفع التكبير لله وحده، ووسط ذهول الجميع أصدر النبي صلى الله عليه وسلم العفو العام عمن عذبوه وقاتلوه وتآمروا عليه.. فضرب أروع الأمثلة على سمو النفس وسمو الرسالة.
ـ هذا الشهر الكريم حياه الشاعر السعودي حسين عرب قائلاً:
بشرى العوالم أنت يا رمضان
هتفت بك الأرجاء والأركان
لك في السماء كواكب وضاءة
ولك النفوس المؤمنات مكان
الشرق يرقب في هلالك طالعاً
يعنو لديه الكفر والطغيان
وبك استهام فؤاد كل موحد
يسمو به الإخلاص والإيمان
ـ والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال عن هذا الشهر: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقّت أبواب النار، وصفدت الشياطين".
ـ وقال عبدالعزيز بن مروان: "كان المسلمون يقولون عند حلول رمضان: اللهم قد أظلنا شهر رمضان وحضر، فسلمه لنا، وسلمنا له، أرزقنا صيامه وقيامه، وأرزقنا فيه الجد والاجتهاد والقوة والنشاط وأعذنا فيه من الفتن".
ـ والمسلون كما قال معلى بن الفضل: "كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، وستة أشهر أخرى أن يتقبله منهم".
ـ إنه شهر الرحمة.. والصبر.. والقوة.. وهي شروط النمو الإنساني.
ـ وكل عام وأنتم صائمون بخير.