|


بندر الدوخي
العيد يوم الإنسان
2010-09-13
العيد هو رحلة الصباح المشرق.. وأحلام الأطفال بالحب والدفء واللعب الجميلة.
ـ ويوم كنت طفلاً، كنت أحس بالعيد فرحة لا نظير لها.. وأرى الدنيا حولي لذيذة تستحق أن أحياها.
ـ والطفل – كل طفل – يتصور أن العيد هو الملابس الجديدة والحلوى واللعب والمرح والنزهة.
ـ لكن بعد أن كبرت اكتشفت أنها سعادة أنانية.. هي سعادة الإنسان بنفسه.. ولكني ككل طفل عذرت نفسي بأنها كانت سعادة حقيقية صنعتها البراءة.
ـ وعلمتني سنين العمر أن العيد حقيقة حلوة تتخطى العين واللسان إلى المشاعر.
ـ وأنه أكثر من بطاقة ترسل في البريد.. ومن تهنئة على الهاتف.. أو تلويحة سلام من الرصيف الآخر أو التوقف عند مظاهر الحرير والذهب والعطور ومختلف المآكل والمشارب.
ـ ولا ننكر أن العيد نظافة وزينة وسعادة.. ولكنه في جوهره عناق طويل بين القلوب.. وتحية تعكس صدق المشاعر.. ترسم الطريق.. وتطوي ما مضى.. تصبح هي الحاضر والمستقبل.
ـ والعيد هو فتح الرسائل المنسية.. وإشعال العلاقات المنطفئة.
ـ إنه رحمة.. وصدق.. ومودة.. ونوايا طيبة.
ـ إنه الزائر الذي تحس في نفسك أنك تستقبله يقظاً واضحاً ومضيئاً مرهفاً نشطاً.
ـ تعطيه جرعة الحب.. ليعطيك فيض السرور.
ـ إنه ما أشعرك أن للعمر فرحة.. وأن للفرحة أهمية يستشعرها الناس ويدفعون ثمنها من أحاسيسهم بها.
ـ وعندما ينبع العيد من صدق الناس يكون الأغنية الأروع تلك التي شاطئها رمضان ونغمها كبار يتعانقون وقصيدتها أطفال يتقاسمون قطعة حلوى.
ـ والذي يشعل أفراح العيد يساهم في إخصاب الإنسانية.
ـ ومن يصرع الدمع في عينين أكلتهما الأحزان يوقد شمعتين ولا أنقى. كما قال أحد الأدباء.
ـ ولا فرح دون خطوة في اتجاه المحبة.
ـ ولا محبة دون صدق.
ـ وإذا كنا نحتفي بيوم الطفل يوم الشجرة ويوم الأمومة كرموز حضارية.. فالعيد أولى أن نحتفي به لأنه يوم الإنسان.
ـ فيا أحبابنا.. للعيد ألف تحية.
ـ ولكم ألف تهنئة.
ـ وكل عام وأنت بخير.