|


حسن ذيبان
تداعيات تستجد وسلبيات مستقبلية مقلقة
2011-11-09
على غير العادة، ودون استثناء، تسير مباريات دوري زين للمحترفين لكرة القدم، حتى الآن، وسط مسلسل من العزوف الجماهيري في الدوري الكروي المحلي. وتتباين الرؤى حول مسببات ذلك العزوف ما بين تحميل الجهات المختصة المسؤولية كما جرى في بيع التذاكر ـ والتي كان آخرها على سبيل المثال (ولو كان خارج مباريات الدوري) في أهم حدث الموسم الحالي في الدور نصف نهائي لدaوري أبطال آسيا في جولة الذهاب للفريق الاتحادي أمام فريق تشنبوك الكوري الجنوبي والذي نفدت تذاكر تلك المباراة قبيل انطلاقتها بأيام وسط وجود كراسي خالية تماماً ـ ، ومنع دخول المشروبات، ناهيك عن أن المنشآت الرياضية غير مهيأة تقنياً (عدم وجود شاشات عرض طيلة الموسم)، وأيضاً المقاعد غير المريحة للجماهير في كثير من الملاعب.
في المقابل، تذهب أحياناً المسؤولية إلى النقل التلفزيوني والذي أتيح مجاناً الموسم الحالي بعد أن صدرت الأوامر بنقل ملكية الحقوق الحصرية للقناة الرياضية السعودية ، والبعض ذهب إلى أبعد من ذلك فعزى العزوف الجماهيري إلى تدني المستوى الفني للأندية، وندرة المواهب الكروية وغياب النجوم، وتغير نمط الحياة وأخيراً ضعف الانتماء للأندية.
فعلى سبيل المثال في السابق بالنسبة إلى المواهب الكروية، فالجماهير حتماً تذهب لمساندة فريقها وتحقيق النتائج الإيجابية، ومشاهدة نجومها المفضلين والموهوبين بالفطرة، كيوسف الثنيان وفهد المصبيح وفهد الغشيان وسامي الجابر في الهلال، وماجد عبدالله ومحيسن الجمعان وفهد الهريفي في النصر، وحمزة إدريس وأحمد جميل في الاتحاد، وخالد مسعد وخالد قهوجي في الأهلي، وسعيد العويران وفهد المهلل في الشباب وصالح خليفة وجمال محمد وعمر باخشوين وحمد الدبيخي في الاتفاق وسعود جاسم ومحمد الفرحان في القادسية وفهد الحمدان في الرياض وغيرهم كثير لا تحضرني أسماؤهم الآن كانت لهم صولات وجولات علي المستطيل الأخضر سواء مع أنديتهم أو المنتخبات الوطنية.
وأنا هنا لا أتحدث عن العزوف الجماهيري لمباريات منتخبنا وأسبابه، بل العزوف عن حضور مباريات الدوري. وأرى أن المعضلة الرئيسية في هذا الحال ترجع إلى تراجع المستويات الفنية لفرقنا وغياب اللاعب الموهوب.
وبالتأكيد لن تعود الجماهير إلى المدرجات إلا إذا توافر لها ما يشجعها على الحضور والمتابعة، من مستويات فنية ولاعبين موهوبين، فضلاً عن المدرجات التي تستقطبهم.
وبالطبع فإني لا أريد أن أحبّط من العزم، رغم البداية غير المشجعة التي لمسناها في الجولات التي خلت في دوري زين.
وما أنا بصدده هنا وأتمنى أن تعمل الشركة الراعية للدوري على تنفيذه سريعاً، بخلاف الجوائز التحفيزية للجماهير والفرق الفائزة، أن تقدم تذاكر بطريقة منظمة، وأن يتعاون الجميع للنهوض بالمستوى الفني، وهذا لن يأتي بسهولة، بيد أنه من الممكن فالكرة السعودية ما زالت لديها مواهب كثر. ولكي تستقطب الجماهير بشكل كبير فإن على الأندية أن تتحمل تكاليف جلب أفضل اللاعبين الأجانب (النجوم) وضمهم لفرق الدوري، لمعالجة غياب اللاعبين البارزين من المحليين. وحتماً لو تم ذلك، فإن الأندية حتى لو تحملت تكاليف باهظة، فإنها ستجني الثمار في السنوات التالية، شريطة العناية في اختيار الأجانب، خصوصاً والفرصة سانحة في فترة الانتقالات الشتوية.
ومصداقاً لما ذهبت إليه حول العزوف الجماهيري، هنا خبر أورده لإدارة وصيف ترتيب الدوري: “ناشدت إدارة نادي الاتفاق برئاسة عبد العزيز الدوسري الجماهير الاتفاقية بالحضور ومؤازرة الفريق في مباريات دوري زين للمحترفين واستغربت إدارة النادي الحضور الجماهيري الضئيل الذي حضر في مباراة فريقها أمام الاتحاد رغم أن الفريق يقدم أفضل مستوياته، علماً أن الحضور الجماهيري بلغ 9010 متفرجين، ويعتبر أقل عدد جماهيري يحضر لمشاهدة مباراة الاتفاق والاتحاد في المباريات التي تلعب في الدمام مقارنة بالمباريات التي لعبت في السنوات الأخيرة التي كان عدد الجماهير الحاضرة للمباراة يفوق فيها الـ16 ألف متفرج، وكانت إدارة نادي الاتفاق أصدرت 21500 تذكرة مما كبدها خسائر مالية تفوق الـ30000 ألف ريال نتيجة العزوف الجماهيري للمباراة الأخيرة”.
في الجانب الآخر، تلك الظاهرة التي نمت الموسم الحالي على وجه الخصوص، ستؤثر على وضع الكرة السعودية، التي كانت جاذبة للاعبين، بفضل الجماهيرية التي يتمتع بها الدوري السعودي، حتى أن كثيراً من اللاعبين أكدوا أنهم فضلوا الدوري السعودي على دوريات أكثر إغراء من الناحية المادية، على سبيل المثال كعماد الحوسني المحترف العماني الدولي في صفوف الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي.