|


سعود الحبيشي
القناة الرياضية تضيع الحلم الآسيوي
2011-12-02
هل بالفعل كان للقناة الرياضية السعودية دور في تقليص المقاعد السعودية في دوري أبطال آسيا للأندية؟.. وهل ساهمت على أرض الواقع في عزوف الجماهير السعودية عن متابعة المباريات والاكتفاء بمشاهدتها من خلال القنوات الست التي أطلقتها مع بداية الموسم وهل رفض القناة بيع حقوق النقل لقنوات أخرى أبعد الدوري السعودي عن المتابعة. أسئلة طرحت وتداولها الشارع الرياضي وأكدها أكثر من مسؤول همزاً ولمزاً، والتزمت القناة الرياضية الصمت وكأن الأمر لا يعنيها لا من قريب أو بعيد.
ولا أنني لا أقف هنا مدافعاً عن ما يتردد أو يقال ضد القناة الرياضية ولا أسوق الاتهامات نيابة عن من أطلقها إنما حقيقة الأمر أن القناة الرياضية وشقيقاتها الخمس لا يتحملون وزر إخفاقات الكرة السعودية وعدم مقدرتها على الحفاظ على مكتسباتها الفعلية خلال السنوات الماضية ولم يكن لها دور فاعل ورئيس في البطولة الآسيوية، رغم مشاركتها برباعي أضاع الفرصة تلو الأخرى وخرج (بحنين وخفية)، وما حدث للاتحاد ليس ببعيد وقبله الهلال والنصر والشباب والأهلي والاتفاق.. ولو كانت الأمور تقاس بالنقل التلفزيوني لما تفوقت قطر ولما تعادلت معنا الإمارات في عدد المقاعد، فالدوري القطري لا يشاهد إلا عن طريق قناة الكأس وأحياناً الجزيرة والدوري الإماراتي لا يتم نقله إلا عن طريق القنوات المحلية وتحديداً دبي وأبوظبي.
المسألة إن ما يحدث في الدوري القطري هو تفوق واضح للعنصر الأجنبي بوجود أسماء عالمية ولاعبين لهم ثقلهم الواضح، وهو ما يحدث في الدوري الإماراتي بمدربين ولاعبين في الوقت الذي توارت فيه الأندية السعودية إلا ما ندر خلف أسماء لا تقدم ولا تؤخر تطور الكرة السعودية (فلا خير ولا كفاية شر) فباستثناء الهلال الذي جلب إيمانا وهرماش والعربي والشباب الذي دعم صفوفه بالثنائي جيباروف وياتارا، فالأندية الأخرى عاشت في سبات ونبات ونامت في العسل صيفاً وشتاءً.
الحكاية إن الاتحاد الآسيوي أيقظنا من حلم الأربعة إلى 3.5 ربما تتحول في قادم السنوات إلى أقل من ذلك بكثير أن لم تسارع الأندية السعودية في البحث عن السبب الرئيس في حالة العزوف الجماهيري الذي بات يهدد قوة الدوري السعودي وإثاراته، وليس مهماً أن نبكي ونتباكى على خسارة نصف مقعد، فكثير من الأندية والمنتخبات التي تسجل تفوقاً واضحاً في البطولات الآسيوية تلعب ضمن كأس الأندية ولم تصل حتى الآن للمشاركة في دوري المحترفين الآسيوي، ونحن لدينا القدرة على الوصول للأدوار النهائية إلا أننا لم نسجل وجوداً فعلياً في النهائيات منذ خروج الاتحاد من البطولة قبل موسمين أمام يوهانج الكوري.
القضية إن الوجود السعودي في آسيا ليس مقروناً بعدد الأندية.. فالسد القطري صنع الفارق وهو الذي شارك في البطولة عبر (الملحق) وحقق البطولة أمام الكوريين الممثلين بفريقين في دور الأربعة ولابد من العمل ومن اليوم على أن يكون هناك تواجد فعلي والوصول للأدوار النهائية والتفكير في تحقيق البطولة التي غابت ولابد أن تعود وأن نسلم بالأمر الواقع وننطلق من جديد.
وللقناة الرياضية التي فتحت أبوابها للجميع دون (تشفير) أو تمييز نقول إن للدوري السعودي مذاقاً خاصاً، وللقنوات الأخرى متابعين وهواة، فإن أطلقت العنان لمن يرغب في شراء مباراة أو اثنتين في الجولة الواحدة وأن تكون منقوله على القناة الرياضية فهو مطلب وأماني، وإن استمرت القناة في حصرية الدوري فلابد من التطوير والتجديد فالمشاهد ينتظر والبداية مبشرة بالخير من أهل الخير.