|


د . رشيد الحمد
البراعم بأفكار احترافية
2013-03-20

يعد الاتحاد السعودي لكرة القدم بأدواره المتعددة ومهامه العديدة حجر الزاوية في تطوير كرة القدم بفئاتها المختلفة فسعى لتنويع مسابقاته المختلفة حتى شملت الفئات السنية الصغيرة عندما تبنى دوري لكرة القدم لفئة البراعم تحت (14) سنة في مختلف مناطق المملكة وسخر لها فرص النجاح، وقد تهيأت لي فرصة متابعة جميع مباريات بطولة منطقة الرياض لفئة البراعم عن قرب وسرني التنظيم الجميل للمسابقة بين الأندية والتي أقيمت بنظام الدوري من دورين والعمل على نجاحها وإعداد الكوادر البشرية اللازمة للعمل في لجان المسابقة وتكليف كوادر تحكيمية جيدة لقيادتها والكل يتوقع سهولة التعامل مع هذه الفئة، ولكن الواقع يقول عكس ذلك، فالتحكيم لابد أن يكون متميزا وناجحا حتى يطمئن اللاعب للعدالة والأمانة والنزاهة، وكذلك إداريو الفرق يتطلب أن يكونوا على مستوى المسؤولية كتربويين وإداريين مؤهلين يحملون مواصفات معينة للقيام بأدوار فعالة معها حيث يقع على عاتقهم التعامل مع ولي الأمر والأسرة بوجه عام قبل اللاعب نفسه الذي يشهد تقلباً نفسياً ومزاجياً حادا، فمن وجهة نظري أن الإداري الرياضي له دور أساسي في إدارة الكرة للفئات السنية حيث يتطلب نوعاً محددا من التأهيل والتدريب كون طبيعة عمله متنوعة إشرافية وإدارية وتربوية ورقابية، ومن هذا المنطلق لمست حرص أندية الهلال والنصر والشباب بتكليف قيادات ذات كفاءة عالية وإدارية فنية وتربوية مؤهلة تشرف على كرة القدم لهذه الفئة لديها، ففي نادي النصر يوجد المعلم والمربي المخلص بإحدى ثانويات الرياض ناصر التويجري الذي يعد قائد هذه الكوكبة من النجوم يتابع، ينسق، يتواصل مع أولياء الأمور بشكل يومي وبطريقة احترافية فضلاً عن تعامله الأبوي مع اللاعبين واحتياجاتهم، وعلى حد علمي بأنه يقوم بأدوار ازدواجية متعددة بما تعنيه الكلمة (رجل في عدة رجال) تبارك الله. وفي نادي الشباب يشرف على الفئات السنية المربي والمشرف التربوي في المجال الرياضي عبدالحكيم الشدوخي والذي زاملته فترة طويلة بحكم عملنا معا في الإشراف التربوي الرياضي بتعليم الرياض ووزارة التربية والتعليم، يملك من الخبرة التربوية والرياضية الشيء الكثير، رجل ميدان حكيم ناضج في الفكر والتخطيط، كان لاعبا سابقا في شباب الهلال وتمرس في الإدارة الرياضية فانعكس ذلك على عطائه وتفاعله مع الفئات السنية بنادي الشباب وتطور العمل للفئات السنية بالشباب، وفي الهلال يأتي المحرك الأساسي والجندي المجهول بالعمل مع الفئات السنية الأستاذ حسن القحطاني صاحب الحضور المميز، تجده في كل مكان فيه مصلحة براعم الهلال وفي اجتماعات دائمة ومهمات مكوكية للتطوير، عمل على نقل العمليات والتخطيط للفئات السنية إلى الخبرات الدولية الإسبانية مرورا للاحتراف في العمل الرياضي، ومما ساهم في نجاح هذا الثلاثي الرائع أولاً: هي العلاقة الحميمية مع أسر اللاعبين، وثانياً: مع رؤساء أنديتهم وتواصلهم بأسلوب حضاري رفيع وبدون ضجيج لأنهم وضعوا مصلحة لاعبيهم وتطوير وتحسين مستوياتهم الهدف الأساسي للوصول للأهداف المرجوة من هذه الفئة التي تعد عدة وعماد المستقبل للفريق، ولهذا فمن يتابع هذا الجهد والعمل المخلص المنظم بتلك الأندية ينتظر مولد لاعبين متميزين من هذه الفئات في منتخباتنا الوطنية المختلفة نتيجة العمل المتفاني المميز. بقي نصيحة ورجاء لإدارات الأندية والمشرفين على فرق كرة القدم التي عملت بجد لتهيئة الفرص للنجاح لهذه الفئات السنية التي ينتظرها مستقبل واعد بأن يدركوا أن العمل مع هذه الفئة هو التطوير الحقيقي للكرة السعودية التي نحن بأمس الحاجة لها وأن تجد الدعم المالي والمعنوي الكافي من خلال العمل على ترشيح عضو شرف للإشراف على هذه الفئة لدعمها أو تخصيص جزء من دخل النادي للصرف على هذه الفئة حتى يتم توفير جميع فرص النجاح التي بوادرها ظاهرة للعيان والصبر على العمل مع هذه الفئة الشابة الواعدة ودعوة للإعلام الرياضي المرئي والمقروء والمسموع بتسليط الضوء المناسب على مسابقاتهم بأسلوب تشجيعي وتحفيزي بعيد عن المبالغة وقد يقوم بهذا التنسيق مسؤول الإعلام بالأندية أو لجنة الإعلام باتحاد الكرة، ونتمنى أن يجد هؤلاء الأبطال المخلصون التويجري والشدوخي والقحطاني الاهتمام والتشجيع من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم بمنحهم فرصة لإدارة المنتخبات السنية لكرة القدم في المنتخبات السعودية لتميزهم وتمكنهم وقدراتهم التي بلاشك ستنضج مع العمل في المنتخبات وستحفزهم على الاستمرار في تقديم خدماتهم التي يطغى عليها العمل التطوعي وإلحاقهم في دورات وبرامج تدريبية خارجية للاطلاع على الجديد في علم الإدارة كمرافقة فرق عالمية كجوفنتس وبرشلونة والريال ومانشيستر، وشكرا لأنديتنا التي قدمت لنا كوادر وطنية يفتخر ويعتز بها. والله الموفق.