|


د . رشيد الحمد
من يطفئ الحرب الباردة بين المعلمين والطلاب؟
2013-05-01

المتتبع للعملية التعليمية التعلمية في الوطن العربي بشكل عام وفي المملكة العربية السعودية بشكل خاص يلمس ظاهرة غريبة بدأت تغزو طلابنا ومعلمينا من حيث فتور الدافعية نحو العملية التعليمية التعلمية ويتجلى ذلك في عدم الاهتمام الواضح والفعال من طرفي عملية التعليم والتعلم اللذين هما الطالب والمعلم والذي تم رصده من خلال نتائج التحصيل الدراسي والملاحظة اليومية وعزوف المعلم والطالب عن استكمال الدور المطلوب منهما في هذا الاتجاه، وعندما يشعر الطالب بالملل داخل غرفة الصف فإنه سيبدأ بالنفور من المدرسة ويصبح كأن هناك حرباً باردة بين المعلمين والطلاب. " فالطلاب يريدون معلماً يعرف ماذا يعلم ويعرف كيف يعلم، كيف يبسط المادة الصعبة، كيف يشرح الدرس، كيف ينقل المعلومات إليهم متسلسلة بطريقة واضحة، إن الطلاب يعرفون ما يريدون حقاً وهذا ما يريده الطلاب فعلاً، فلكي يصبح التعليم ذا معنى لديهم فلابد من تنويع طرائق التدريس وأساليب واختيار الطرق التي تهتم بتفكير الطلاب وإثارتهم وجعلهم مشاركين بفاعلية كطريقة حل المشكلات والطريقة الاستنتاجية والطريقة الاستقرائية ولعب الدور وغيرها، أما الاعتماد على الطريقة الإلقائية وأسلوب التلقين فإن هذا من الأساليب الرئيسة المنفرة للطالب، وبالتالي يتحول الأمر إلى عدوانية تجاه المدرسة. ومن الأسباب المهمة التي أدت إلى ذلك هو طرائق التدريس المستخدمة، وقلة الوقت المخصص للتدريس، وعدم كفايته لتغطية جميع مفردات المنهج المقرر للمادة، بالشكل الأمثل وحيث تقوم عملية التعلم والتعليم على أركان أربعة المعلم والمتعلم وطريقة التعلم والكتاب المدرسي. واستناداً إلى كون طريقة التعليم أحد أركان العملية التعليمية وهي المشغل الرئيس لأدوار المعلم والمتعلم فقد كان من اللازم التفكير في آليات هذه الأركان وإحداث إستراتيجية تعليمية جديدة تتمتع بسهولة التنفيذ وعدم الكلفة والجهد وتدفع بالطالب والطالبة ليكونا مستعدينً على الدوام في تلقي المعلومة والاستجابة لها في مواقف متكررة من الفعاليات الصفية وتحسن من رغبتهما في التعلم والتعليم وترفع مستوى الطالب التحصيلي والمهاري إلى المستوى المأمول ولتكون تغذية راجعة له يبني من خلالها قدراته العلمية وسماته الشخصية ويجعل من عمليات التعلم فرصة لتحقيق ذاته ولإشباع حاجاته العقلية. وفي هذا الإطار أصبح العبء على المدرسة كمؤسسة اجتماعية أكبر لكي تتسم بالفاعلية وأن تكون ذات رؤية واضحة ومرنة لهذا نرى الطلاب ممن درسوا مثلاً في أمريكا أو فنلندا لديهم رغبة جارفة للتعلم بل لحب المدرسة والعودة لها للأسلوب التربوي الذي تدار فيه الحصة حيث إن المعلم ميسر وليس ملقناً ومعتمدا على أسلوب ما يطلق عليه (80 ـ 20) بمعنى أن الطالب يتحدث ويعمل ويناقش ما نسبته 80% من الحصة والمعلم 20% وتطبيق نظام المشاريع وفرق العمل، فيما طلابنا يتمنون سقوط مدارسهم وفنائها ضاربين بمستقبل تعليمهم عرض الحائط، ومن واقع تجربة وخبرة تربوية في هذا المجال كنت أتمنى لو وزارة التربية والتعليم لدينا وضعت نصب أعينها الاهتمام فقط في خططها بالمعلم لحققت نجاحاً مذهلا على اعتبار أن المعلم هو من يصنع الفرق ومن ينفذ سياسة التعليم على أرض الواقع فيما أنها انشغلت بأمور عديدة متشعبة لم تساعدها على إظهار نجاح في أي جانب منها ولهذا فالعودة للمدرسة هو المهم وإعطاء المعلم مزيدا من فرص التدريب والتنمية والتطوير والعناية به من الناحية النفسية والاجتماعية والأدبية وسرعة تطبيق نظام الرتب الذي يطبق في دول رأت أن التعليم هو الاستثمار الحقيقي في المواطن وأن يتم تطبيق ورفع شعار لا توجد مدرسة يفوق مستواها مستوى معلميها فطلابنا اليوم يحتاجون معلماً وليس غيره.. والله الموفق.