|


د . رشيد الحمد
وزارة التربية واتحاد الكرة وحمل خارج الرحم
2013-05-22

المعيار الأساسي لتقييم أي مؤسسة رياضية أو تربوية في نوعية القرارات التي تتخذها فضلاً عن الكفاءة التي توضع بها القرارات وسعدنا في الوسط الرياضي وبالأخص في مجال كرة القدم بإعلان واعتماد الأدلة للأكاديميات الرياضية للعبة بعد جولة مكوكية لسمو الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اتحاد الكرة سابقا عندما وضعوا تجارب الدول المتقدمة في مجال الأكاديميات والاهتمام بها نصب أعينهم وقدموا رؤاهم ومقترحاتهم وتصوراتهم للمرحلة القادمة لمستقبل كرة القدم السعودية وفي ظل عدم تبني أكاديميات ذات طابع فني وأدائي جيد سواء من الأندية أو القطاع الخاص تفرز مواهب وأبطال صغار في فئة البراعم والناشئين معدين على أسس فنية علمية ويملكون المهارات الحركية وإتقانها تعود بالنفع على كرة القدم في المستقبل لضيق رؤية وتطلعات مسؤولي الأندية الذين ينظرون إلى أن صنع بطلا قد يأخذ وقتاً طويلا فيما أن نظام الاحتراف يكفل له المنافسة لشراء أي لاعب قد صنع في ناد آخر وهذا الفكر سيؤثر بل سيقتل نجاح فكرة الأكاديميات التي ننشدها، ولذلك تعد بادرة اتحاد اللعبة بتبني دوري للأندية للبراعم تحت 14 سنة على مستوى المناطق والمملكة خطوة إيجابية نحو تصحيح وتعديل المسار ولكن برزت عيوب في تنفيذها هذا الموسم لعل من أهمها عدم الدقة في التنفيذ وضعف الاهتمام حيث أقيمت البطولة على مستوى المناطق بنظام الدوري فيما النهائيات على مستوى المملكة بنظام خروج المغلوب من مرة واحدة ومن واقع متابعة جادة لهذا الدوري وجدت إمكانية نجاحه بشكل أكبر وبما يعطي ثماره في المستقبل من خلال اهتمام أكبر من اتحاد اللعبة به من خلال الإشراف الجيد وتخصيص لجنة تعنى بهذه الفئة وتعديل نظام تنفيذ النهائيات للبطولة لتقام بطريقة الدوري من دور أو دورين، حيث سيشجع هذا النظام الأندية على العمل أطول فترة في الموسم واللاعبين على اللعب بعيدا عن الشحن مما سيساعدهم على إظهار مهاراتهم ومواهبهم حيث إن هناك أندية لم تلعب إلا مباراة واحدة فقط وانتهى الموسم للاعب وذهبت جهود النادي أدراج الرياح، مع الاهتمام بالجانب الإعلامي في البطولة على اعتبار أن الإعلام الهادف من أهم مراحل تطوير اللاعب في هذا السن وتشجيعه على حب اللعبة والتمسك بها وأن تحظى باهتمام أكبر من مسؤولي الأندية من خلال ترشيح إداريين ومدربين لهذه الفئة ودعمهم بتخصيص ميزانية للصرف على اللاعبين وتأمين احتياجاتهم حيث اتضح تحمل بعض أولياء الأمور مصاريف مالية لأبنائهم. والغريب في الأمر أن ما يحدث في اتحاد الكرة يحدث في وزارة التربية والتعليم التي تبنت وأعلنت عن تطبيق الاختبارات التحصيلية على طلاب المرحلتين المتوسط والابتدائية في بعض المواد العلمية ومادة لغتي عندما طبقت فعلا الاختبارات على الصفين السادس والثالث متوسط على سبيل التجربة هذا العام المثير للدهشة أن القائم على هذا المشروع في الإدارة العامة للتقويم بالوزارة غاب عنه العمل الإستراتيجي ولم ينظر لمصلحة الطلاب حيث بحث عن الإثارة الإعلامية للعمل فالمشروع فكر فيه في يوم وليلة وطبق على الميدان في أول شهر رجب بأسلوب مفاجئ (شختك بختك) وكأن من قام على هذا المشروع أراد أن يكسب الرهان بتطبيقه فقط متناسيا أنه سبب إرباك للميدان التربوي والمدارس المغلوب على أمرها في الوقت الذي كانت تستعد فيه المدارس لتنفيذ الاختبارات العملية والشفهية لبعض المواد الدينية والحاسب والشيء المخجل أن المشروع طبق على الفصلين الدراسيين في ظل عدم وجود كتب الفصل الأول مع الطلاب لأن الطلاب لا يحتفظون بكتبهم بعد نهاية كل اختبار ورغم أنني أتفق مع فكرة تنفيذ المشروع إلا أن تطبيقه لم يكن موفقاً كان الأولى أن يكون هناك تخطيط من الآن لنشر ثقافة الاختبار وتهيئة الميدان والمجتمع للعام الدراسي القادم وبنفس آلياته، أما ما حصل فيؤكد ضعف التخطيط الإستراتيجي وأظهرت النظرة الضيقة الروتينية الشكلية التي تقوم على الاستعداد العشوائي لتنفيذ هذه المشاريع لطلابنا الذي أقرب ما يطلق عليه حمل خارج الرحم والسؤال الذي يطرح نفسه كيف تفكر الجهتان المسؤولتان عن شبابنا في هذا السن بالتحديد في مجال التعليم وزارة التربية، وفي المجال المحبب لهم كرة القدم اتحاد الكرة التخطيط لمستقبل شبابنا وبما يضمن التفوق والنجاح والاستقرار والتميز لهم بدلاً من التخبط والعشوائية.. والله الموفق.