|


د . رشيد الحمد
هل نجلب السعادة والتميز لصغار كرتنا؟
2013-05-29

مهنة الرياضة وبالذات كرة القدم مهنة جميلة وشاقة وهي في الوقت ذاته سارة ومبهجة وقد تعجب كيف يجتمع فيها النقيضان، ويزول هذا العجب عندما تتوفر لدى اللاعب الرغبة الضمنية في التدريب للوصول للتميز أو بتعبير أوضح يحب من أعماقه رياضة الكرة لأنها تهدف إلى مُثلُ عليا وغايات سامية نبيلة هذه المثُل تنحصر في أنها تهيئ اللاعب لأن يخدم وطنه بعد أن يكون لاعباً ماهرا ومهذباً يملك القدرة على تحمل أعباء مسؤولية القيام بواجباته داخل الملعب فيسعد كل مواطن فيصفق له الصغير والكبير وفي ظل هذا الاهتمام من قبل الأندية بإتاحة الفرصة للاعبين الشباب لتمثيل الفريق الأول في الوقت الحاضر عصر التطور فإنه من وجهة نظر علمية وفنية فإن اللاعب في كرة القدم عندما يصل عمره ما بين ( 16ـ18) سنة يفترض أن يكون فرض نفسه على خارطة الفريق الأول كلاعب أساسي وغير ذلك فإن اللاعب لا يعتمد عليه مستقبلا ولكن المهم لبناء مستقبل واعد للعبة أن تحرص الأندية في بداية تدريب المراحل السنية بالتعاقد مع مدربين أكفاء على مستوى عال من الخبرة والدراية باكتشاف الموهوبين والمميزين واختصار المسافات في تدريبهم وتقدمهم بعد أن اتضح أن كرتنا تعاني من عدم وجود اللاعب الموهبة بل شح الموهوبين، ووجود المدرب ذوي المواصفات الخاصة والمطلع على كل جديد في مجال تخصص كرة القدم سينعكس أثره على اللاعب واختلف مع الكثيرين ممن يؤيدون إسناد الفئات السنية لمدربين وطنيين أو عرب ليس لديهم الخبرة الكافية بل إنه من الأفضل أن يشرف على تدريب وتعليم اللاعبين الصغار وبالذات فئة البراعم والناشئين والشباب مدرب على مستوى عال من التميز ذلك هو أحد أهم عناصر التطوير والتنمية في كرة القدم، وهو المحرك الأساس لها لما يقوم به من تدريبات وخطط وبرامج متنوعة داخل قاعة التدريب أوخارجها، وهو المحرك لدوافع اللاعبين والمشكل لاتجاهاتهم باستخدامه أساليب متنوعة في التدريب يتم اختيارها وفق أهداف الموقف التدريبي. كما أن المدرب المتميز يتقن استثارة دافعية لاعبيه للتدريب والتعليم الجيد داخل المعلب. ويضفي القبول والانطباع الحسن أثناء التدريب ويلتزم بالمسؤولية ويحترم لاعبيه، ومتمكن من أساليب التدريب الحديثة، ومهني يستخدم أساليب مثيرة تساعد في تحقيق المرونة والطلاقة، ويمتلك المهارات اللازمة للقيام بمهام العملية التدريبية ويكرس جهوده إلى جعل تعلم المهارة سهلة الوصول لكل لاعب. ويتصرف ويدرب معتمداً على القاعدة التي تنص على أن كل لاعب يمكنه أن يتعلم. ويعامل اللاعبين بعدل، بناءً على الفروق الفردية التي تميز كل منهم عن الآخر. ويغير من طريقة تدريبه، ويعرف قدرات لاعبيه، ومهاراتهم، ويقدر ظروفهم، ويفهم كيفية تطورهم وتعلمهم. مدركاً تأثير الثقافة والبيئة على السلوك. ويطور قدراتهم الإدراكية واحترامهم للتدريب. كما أنه يتبنى احترام الذات للاعبين، وشخصياتهم، ودافعهم للكرة، ومسؤولياتهم. ويقدر اكتشاف الموهبة ويستثمر الوقت بفاعلية كاملة. ويستطيع تقييم تقدم لاعبيه. ويستخدم طرق متعددة لتقدير نمو اللاعبين وفهمهم، ويساهم في فاعلية النادي من خلال عمله وتعاونه مع أصحاب القرار، وتطوير وتحديد الموارد على ضوء فهمه للأهداف الرئيسة للنادي. وإزاء ذلك أرى أن إدارة نادي الهلال استشعرت الموقف وأهمية العودة بالتدريب إلى النادي واكتشاف الموهوبين من خلال خطوتها المتميزة التعاقد مع مدربين أسبان للإشراف المباشر على الفئات السنية وكذلك الحال النادي الأهلي من خلال أكاديميته الكروية ونادي النصر الذي فاز هذا العام ببطولة البراعم بمدرب كرواتي متميز وما نتمناه أن نجد لاعبين موهوبين في أنديتنا وأن تجتهد الأندية وتحرص وتكثف خططها وبرامجها لتدريب الناشئين والتعاقد مع مدربين ذوي خبرة في تكوين وانتقاء واختيار اللاعبين الناشئين وتدريبهم حتى نرى منتخباً عصريا في (2022م) ـ إن شاء الله.