|


د . رشيد الحمد
سامي والمهمة الصعبة
2013-06-12

تعيين الكابتن سامي الجابر على هرم الجهاز الفني للفريق الهلالي نقلة نوعية للكرة السعودية ونجاحاً للمدرب الوطني، بل أراها تاريخية أن يقوم الهلال بتكليف الكابتن سامي ووضعه على هرم الجهاز الفني للكرة وقد توقعت له ذلك في مقال سابق بهذه الصحيفة الرائدة تحت عنوان (سامي ومهمة المتاعب) بعد أن اعتزل مباشرة وذكرت أنه قادر على أن يكون مدرباً للهلال وقريبا المنتخب السعودي الأول، هذه النقلة الرائعة والرائدة تستحق التوقف أمامها وتستحق الشكر والتقدير للإدارة الهلالية لأنها خطوة تصب في مجال نهضة كرة القدم السعودية، سامي عندما يقود الهلال صاحب الشعبية الجارفة في المملكة والوطن العربي والآسيوي وصاحب الإنجازات فهذا تطور للفكر الإداري المطلوب للأندية في إعادة الثقة للمدرب الوطني وهكذا الحال للكابتن علي كميخ الذي نهنئه بقيادة الفيصلي الأردني صاحب الشعبية والإنجازات في الأردن. ومن وجهة نظر شخصية أرى أن سامي الجابر من المدربين الوطنيين الذين سيتركون أثراً مميزاً على الفريق الهلالي وعلى الكرة السعودية لأنه يملك الموهبة والمهارة والنضج وسيطور من ثقافة الفريق وسيقوده للإنجازات ومواجهة الأزمات. الشيء الذي لابد من الإشارة إليه أن المدرب بصفته المدير الفني للفريق يعد شخصية قيادية داخل النادي وهو محط أنظار عشاق النادي ويعلق عليه دائماً آمال عريضة، بل يقوم على عاتقه مسؤولية قيادة عملية التدريب الناجح فيؤثر تأثيرا كبيراً في إدارة عملية التدريب وإعداد اللاعب في وصوله إلى أعلى المستوى في أدائه داخل الملعب وإرشاده وتوجيهه قبل وأثناء أو بعد المباريات. ومن خلال متابعتي للكابتن سامي منذ أن كان لاعباً أو مديراً للكرة الهلالية فهو يتميز بمميزات قيادية من خلال سيطرته على المظاهر الخارجية لحالته الانفعالية وهذه مستحبة في مجال التدريب وتعبر أيضاً عن مقدار الثقة التي يكنها للاعبيه بل تستحثهم على بذل مزيد من الجهد وتأكيد ثقتهم في أنفسهم وقوة إرادتهم. ولأن فريق الهلال فريق بطولات وإنجازات فإن الكابتن سامي معرض لضغوط نفسية تتمثل في ضغوط من أجل الكسب وعدم الخسارة وكذلك تعدد الأدوار المطلوبة منه والمشكلات المرتبطة بالنظام وتداخل وتعارض الإدارة وأعضاء الشرف والجماهير ومطلوب منه أن يسخر خبرته بجعل الضغوط النفسية إيجابية بالتركيز في التدريب والبعد عن الأخطاء سواء مع الجماهير أو الإعلام الرياضي والاستمرار في الحماس في الأداء وإعادة الثقة في قدرته على تحقيق أهدافه مع النادي وتطلعات الإدارة وأنصار الفريق الهلالي، وأرى أن الالتزام وإنجاز الأهداف والعزم والإصرار التي يتميز بها سامي الجابر ستساعده على أن يتحصن ضد هذه التيارات وعليه أن يظهر قوة شخصيته وثقته في نفسه حتى لا يقع في الأخطاء أو الفشل (لا قدر الله) مع إعطاء نفسه قدراً من الراحة والتفكير الإيجابي والبعد عن الإجهاد النفسي والبدني ومطلوب من الإدارة الهلالية منحه الثقة كاملة وتعزيز مواقفه والصبر على تحقيق النتائج للحكم عليه، ومن إعلامنا العزيز عدم مطالبة سامي بالمعجزة فور استلام الفريق فهذا فكر تدريبي الميدان متاح فيه للتنافس ويحتاج لفترة لنرى ثمرة جهده فالخوف من الأقلام الجاهزة عند أول إخفاق وللجماهير الهلالية بدعم سامي والوقوف معه في كل مباراة بالحضور والتشجيع وعدم الاستعجال بالحكم عليه. تمنياتنا لمدربينا الوطنيين بالتوفيق، وبلاشك سنقف مع سامي وهو يخوض تجربة قوية ستكون مثيرة في عالم التدريب وسنصفق له في كل منجز يحققه لأنه ابن بلادي.. والله الموفق،،