|


د . رشيد الحمد
مشروع ( مسيرتي ) للاعب المستقبل
2013-07-03

المتابع للاعبين البارزين والمتميزين في الساحة الرياضية على مستوى الألعاب المختلفة وبالذات في كرة القدم في الدول المتقدمة كرويا، يلاحظ رصداً تاريخياً لهؤلاء النجوم منذ صغرهم وبالذات في سن البراعم تحت (12) سنة وحتى (17) سنة عندما يتوقعون لهؤلاء الأبطال مستقبلا واعدا، ولم أر بعد التفكير من قبل أنديتنا الرياضية أو تلفزيوننا ممثلا في قناتنا الرياضية تبني مثل هذا المشروع.. مشروع قائد المستقبل، فلما كانت الطفولة هي أجمل مرحلة وأصدق فترة في حياة اللاعب، على اعتبار أن عالم اللاعبين الصغار يختلف عن عالم الكبار، فتجدهم يعيشون في عالم محاط بالبراءة والخيال والموهبة الكروية والبراعة، ومن هنا ففكرة هذا المشروع الذي سيرصد جميع تحركات اللاعب داخل ناديه خلال مراحل سنينه الأولى في ملعب كرة القدم بالنادي وفي مدرسته بعدسة مراقبة ممن يتوسم فيه الخير ويتنبأ له بمستقبل عظيم في مجال رياضة كرة القدم ونصنع له أرشيفا خاصا بهم تسجل فيه كل تفاصيل حياة اللاعب داخل ناديه في ملعبه وفي مدرسته وهو يمشي ويأكل ويلعب ويتعلم ويسبح ويفكر ويحلم.حيث تسلط الكاميرات عليه كموهبة في كل سكناته وحركاته وهو يصول ويجول داخل الملعب خلال التمرين أو خلال المباريات تلاحقه، متوقعة بين الحين والآخر أن يحرز هدفا أو يقدم لمحة فنية أو مهارة عالية، ويتوسمون فيه تحقيق الإنجاز والوصول إلى مصاف اللاعبين البارزين على مستوى المملكة ومن ثم الوصول لتمثيل المنتخب الوطني أو الاحتراف الخارجي في المستقبل، فتصدق توقعهم وتأكد توسمهم. إن اللاعبين الذين يحظون بإعداد حكيم وتتاح لهم الفرصة لتفجير طاقاتهم المتدفقة ويحظون بالرعاية والاهتمام منذ الصغر قادرون على الاستمرار للتميز بكفاءة قد تزيد - في بعض الأحيان- على كفاءة كثير من اللاعبين الكبار الذين يحيطون بهم. فهم قادرون على تحقيق الأهداف وصناعة المستقبل. إنه بدلائل واقعية نجد اللاعبين المميزين عالميا مثل ميسي الأرجنتيني أو كريستيانو البرتغالي أو روني الانجليزي وغيرهم من اللاعبين البارزين الذين تنبأ لهم بمستقبل عندما تم رصد مسيرتهم من الصغر كانت لهم ميزة أساسية ساهمت في تألقهم وتفجير طاقاتهم الإبداعية وتوسم الخير فيهم في سن مبكرة، ذلك التوسم وتلك الأمنيات الطيبة التي استندت إلى قاعدة من الثقة في قدرات هؤلاء اللاعبين، والملاحظ مثلا عند العودة لأبطالنا السابقين كماجد عبدالله أوسامي الجابر أو يوسف الثنيان أو محيسن الجمعان وغيرهم كثير لايوجد لهم رصد لمسيرة حياتهم الكروية منذ الصغر، فحياة لاعبينا الأبطال تدور مابين الصورة والخيال، ولعل تبني مثل هذا المشروع قد يحقق جملة من الفوائد الفنية والنفسية وخلافها، حيث يمكنها أن تقوم بدور رئيس في توجيه رسالة ما بل وفي بناء وتنظيم الشبكة المعرفية لدى اللاعب، بحيث يغدو التعليم والتعلم مهارتين فاعلتين وظيفتين داخل المجال الرياضي منذ الصغر وذلك لأنها تتحقق له المعارف وتتضح لديه الأفكار وبناء شخصية اللاعب وتنمية قدراته وللتشجيع على الملاحظة والتأمل والتفكير، وتحقيق القدرة لدى اللاعب على تقريب المعاني البعيدة مكانا وزمانا، فمن وجهة نظر فنية وشخصية أرى أن تطبيق مثل هذا المشروع على بعض اللاعبين أصحاب الموهبة من الصغر سيعطي ثماره وسيزيد من حرص اللاعب منذ صغره على بذل المزيد للتميز ليكون تحت مجهر مشروع قائد المستقبل، وقد يكون من أهم ملفاته لو تقدم كلاعب محترف داخليا وخارجيا لتكون سيرته موثقة، ولنجاح هذا المشروع اقترح أن يتبناه التلفزيون (القناة الرياضية) أو النادي لضمان الاستعانة بمصورين محترفين لالتقاط الصور للاعبين وتجهيز كاميرات احترافية فائقة الجودة .. والله الموفق.