|


د.تركي العواد
بربس أكثر وأكثر
2016-04-27

لم يكن مدرب الأهلي بحاجة لأي تبديلات للفوز بالمباراة فتغييرات دونيس كانت كافية.. دائماً قراراته تصب في مصلحة الخصم.. خدع كل الناس.. خدع الإدارة والمحللين.. خدع الصحافة والإعلاميين.. ولكنه لم يخدع أبداً جمهور الهلال.. عرفوا أنه خواف.. عرفوا أنه مفلس منذ خسر من أهلي دبي.. عرفوا أنه لا يقرأ الخصم ولا حتى فريقه.. عرفوا أن لديه فوبيا المباريات الكبيرة.
أرانا من عجائب التدريب ما لم يخطر على بال بشر.. رفع ثقافتنا وعلمنا الكرة.. أثبت لنا بالحجة والبرهان أن المشكلة في عقولنا وقلة فهمنا وقصر نظرنا وأحياناً في الأرضية والحكم الأجنبي.. أما هو فلم يكن أبداً المشكلة.. علمنا أن هناك آفاقاً جديدة في كرة القدم لم نكن نراها.. علمنا أن الشلهوب يمكن أن يلعب محوراً.. والبريك سنتراً.. علمنا أن اللعب بدون رأس حربة ممكن.. علمنا أن نقل الظهير الأيسر لليمين والأيمن لليسار طبيعي.. علمنا التدوير والتراجع بعد التسجيل.. علمنا كيف تخسر الدوري بعد أن تتصدر 15 جولة.. وسنرى خلال الأيام القليلة المقبلة معجزات جديدة.. إنه دونيس ملك البربسة.
يجب أن يبقى هو ومدير الفريق للأبد.. هما الأنسب للفريق.. هما الفريق.. يجب أن يُجدد لألميدا موسمين ليسجل هدفين.. يجب أن يُرفع راتب عزوز أكثر من ثمانية ملايين ليسجل هدفاً يتيماً نهاية الموسم المقبل.. إنه آخر الزمان.. الأهم الانتصار.. ليس في الملعب ولكن للرأي.. لا يهم الهلال.. المهم أن يمشي الكلام.. لم أشاهد مثل هذا العناد من قبل في الهلال.. كان الهلال يأتي أولاً.. اليوم أصبح الهلال يأتي متأخراً.. أصبح لا يأتي أبداً.. المدرب يأتي من قبل ومن بعد.
الدمار الذي خلفه دونيس في الفريق سيبقى أثره دهراً.. لن يتخلص الفريق من التلوث التدريبي الذي أحدثه "بربوس" بسهولة.. لا تحزنوا فالمسألة مسألة مبدأ والمدرب باختصار أهم من الكيان.
لا تستعجلوا الأحكام.. فلن أطالب بإقالته.. الوقت غير مناسب لإقالته.. ليس هناك وقت مناسب لإقالته.. تجديد الثقة ليس قراراً.. أما قرار الإقالة فبحاجة لمن يتخذه.. الإدارة التي لا تستطيع مناقشة المدرب لا تجرؤ على إقالته.. فلا تطلبوا المستحيل.. أثبتت الأيام أن المدرب هو الأهم.. هو الأقوى.. يجب التضحية بالهلال والجمهور لكي يعيش المدرب.. عاش المدرب.. عاش المدرب حتى لو سقط الهلال.. يجب أن يستمر أعواماً عديدة وأزمنة مديدة.. فهناك بطولات قادمة بحاجة لبربسة.. لا تتركوه يرحل بعد أن أدمنا البربسة.