|


دلال الدوسري
قُصر نظر في MBC
2016-07-21

أزعم أن أغلب المهتمين بالرياضة المحلية يتابعون قنوات إم بي برو سبورت ـ القنوات التلفزيونية الرياضية التابعة لمجموعة إم بي سي ـ فإن لم تحقق نسب مشاهدة عالية بسبب برامجها، فعلى الأقل ستحقق ذلك كونها الناقل الحصري لأربع مسابقات مهمة: هي دوري المحترفين السعودي وكأس الملك وكأس ولي العهد وكأس السوبر. ويأتي السؤال: ما الذي سيملأ ساعات البث هذه ولمدة 10 سنوات؟ ومن هم الكفاءات والأسماء الجديدة الذين ستقدمهم القناة للجمهور الرياضي؟

 

وبعد الاستعلام والتطقس، فوجئت كما ستتفاجؤون أن عدد الموظفين في قنوات برو سبورت لا يتعدى الـ 20 شخصاً فقط! أغلبهم من السعوديين الذين تم استقطابهم من قنوات أخرى أو مناصب رياضية محلية، وبمعنى آخر "ناس جاهزين". فمع انطلاقة القنوات في 8 أغسطس عام 2014م بدا أنّ الإدارة لم تكن مستعدة بالشكل الكافي للاستثمار، فاضطرت إلى تدريب موظفيها الجدد ـ على عجل ـ في مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير في الدوحة ـ قطر! أعلم أنه صرحٌ مهم للتدريب الإعلامي في الوطن العربي لكنّه يظل منافساً وبنفَسٍ وفكرٍ مختلفين. وأعود لتساؤلاتي: هل من المعقول أن تفتتح مجموعة إعلامية مهمة مثل إم بي سي 7 قنوات رياضية دون أن تفكر بمركزٍ إعلامي خاص بها يقدم دورات تدريبية في مجالي الصحافة والإعلام؟ ومما لا شك فيه أنها فرصة مواتية جداً للاستثمار وتطوير جيلٍ جديد من الإعلاميين ـ خاصةً المتخصصين في القطاع الرياضي ـ في المنطقة، تأكيداً لدورها الإعلامي على المستويين الخليجي والإقليمي وتوافقاً مع سعيها لنقل بعض الدوريات الأوروبية على قنواتها.

 

لن آتي بجديد إن قلت إنّ التدريب هو جزء مهم من أجندة المنظمات كافة ويقع ضمن مسؤولياتها الاجتماعية تجاه بيئة وسوق العمل، وحيث إن هذه المؤسسة استثمرت ملايين الريالات في القطاع الرياضي، فلابد أن تأخذ موضوع التدريب والتطوير بجدية أكبر حيث إن الاستثمار في رأس المال البشري يحقق ما لا يحققه الاستثمار في المنشآت والهواء الفضائي.

 

وفي رأيي ـ إن كانت هناك فرصة لأحدهم للاستثمار ولتحقيق إرث إيجابي ممتلكاً جميع المقومات للنجاح ويصر على الإحجام عن ذلك، فهو لا شيء سوى قُصر نظر! وإن كانت هناك مجموعة إعلامية عمرها 25 عاماً لا تملك مركزاً خاصاً للتدريب حتى اليوم، فذلك دبل قُصر نظر.