|


د . رشيد الحمد
الموية تكذب الغطاس
2016-08-10

العالم منشغل هذه الأيام بالأولمبياد العالمي بالبرازيل (ريو 2016 م) حيث تعد المشاركة فيه أمنية أي لاعب متميز وصل إلى أقصى تميزه الرياضي وتعتبر المنافسة به هي هرم الرياضة في العالم.

وحقيقة في كل مشاركة أولمبية للمنتخبات السعودية يخيم علينا الحزن والقلق على الرياضة السعودية لعدم استطاعة منتخباتنا وأبطالنا تحقيق نتائج إيجابية نفتخر ونعتز بها، فضلاً عما سمعنا في الأيام القليلة الماضية من إيقاف بطلنا العالمي في ألعاب القوى (مسرحي) وهو اللاعب الأبرز في قائمة اللاعبين السعوديين والمتأهلين للأولمبياد لثبوت إيجابية في العينة الأولى ويأتي اتحاد ألعاب القوى والفروسية دائماً راسماً الفرحة على وجوهنا إلا أن الأقدار لن تقودهم في هذه المناسبة الأولمبية لتحقيق إنجاز يذكر لقوة المنافسات وضعف الاستعدادات وتأهل عدد ضعيف جداً لتمثيل المملكة في الأولمبياد من عدد قليل من الاتحادات الرياضية، وفي خضم المشاركات يأتي غياب رياضة القوات المسلحة والأمن العام عن دعم تواجدنا دولياً وهذا يدعو إلى وقفة جادة للوقوف على أين نحن من هؤلاء الأبطال وكيف سنضع لبلدنا ترتيباً في سجل الإنجازات.

وحقيقة الأمر أننا في السابق خدعنا بانتصارات وإنجازات فردية ولحظية خاصة أن الإنجازات قد تأتي بتوفيق من الله لفرد وليس بعمل وتنظيم مجتمع.

إن التفوق على المستوى الأولمبي والعالمي يعني التواجد على منصات التتويج معظم الوقت مثل بئر ماء يفيض ويروي مع كل دورة أولمبية أو بطولة عالمية.

إن القضية التي لابد أن تشغلنا وينشغل بها سمو رئيس هيئة الرياضة واللجنة الأولمبية السعودية في السنوات القادمة هي كيفية بناء رياضة حقيقية وتوسيع قاعدة الممارسة من أجل الانطلاق إلى ميدان البطولة والمنافسة فالعالم تغير وانتقل إلى صناعة البطل بكل ما فيه من معنى وليس بأشكال نؤمل عليهم بأن يفكروا كيف يعملون على صناعة البطل وديمومته لسنوات طويلة وتأهيل اللاعب للعب محلياً بالفكر الأولمبي، منذ مدة طويلة ونحن ننادي بإنشاء نوا ٍ د خاصة وخصخصة الرياضة وتعديل القوانين لتتوافق مع هذا الفكر ولم نر إلا أكاديميات ربحية فقط؛ لأن الأندية الخاصة لا يكفي أن تطلق العنان للحديث عنها بعيداً عن تشجيع الدولة وبدعم وبأسعار مقدور عليها حتى تكون متاحة للجميع.

وهيئة الرياضة مع اللجنة الأولمبية في ظل زيادة الدعم للاتحادات وما سمعناه من وعود وفق الإستراتيجية التي أعلنت عنها ودعمتها بفكر خارجي مطالبة بالعمل على توسيع قاعدة الممارسة بإنشاء مراكز متخصصة للألعاب المختلفة والانفتاح عالمياً بتبني المواهب وغرسهم في معاقل الرياضة التي سبقتنا في المجال.

علينا أن نفكر ملياً كيف نجري مسابقاتنا المحلية وكيف نمارس الرياضة كيف ننتقي المواهب ونبني الملاعب.

إن أرقام الممارسين الفعليين الذين يمارسون الرياضة في مملكتنا الغالية على المستوى العالمي وتحقيق الإنجازات مخيفة جداً، بل مخيبة للآمال وهي لا تناسب مع التعداد السكاني للمملكة، لقد عمل البعض على نشر الرياضة بعيداً عن نشر الثقافة الرياضية.

المملكة ممكن أن تتفوق في ألعاب معينة كألعاب القوى وعلى اتحادها أن يركز على جميع الألعاب لا على جزء منها والسباحة وكرة القدم والفروسية والكاراتيه والجودو وعليه الخروج من الأقوال إلى الأفعال.

نحن نريد تحقيق رؤية السعودية 2030 وتطوير وإصلاح المسار الرياضي؛ لأننا نريد ميداليات والوقوف على المنصاب؛ لأن الرياضة تعطي وجهاً جميلاً راقياً وحضارياً عن الدولة وبانتظار وعود اللجنة الأولمبية فالموية تكذب الغطاس.