|


عبدالله الحمد
سذاجة مهرجين
2016-08-11
تمر شعوب العالم في الوقت الحالي "بطفرة تواصل اجتماعي"، فمعظم الناس في الوقت الحالي أصبح الجوال جزءا من أيديهم والمالك الأساسي لوقتهم، ووصل بعض الأشخاص إلى حالة إدمان مستعصية الحل، تراه بين الحين والآخر يتفقد الجوال حتى في أكبر المناسبات وفي الاجتماعات العائلية، في إحصائيات أجريت على المستوى العالمي قريبة المدة الزمنية؛ بلغ عدد مستخدمي "سناب شات" و"واتساب" و"تويتر" أكثر من مليار شخص شهرياً، بالإضافة إلى نصف مليار شخص شهريا يستخدمون "أنستجرام"، أما على المستوى المحلي فقد بلغت نسبة الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي 3 ساعات يوميا على الأقل 51%، ونسبة 94% من الشعب السعودي يملك حساباً واحدا على الأقل.
مواقع التواصل الاجتماعي كما أعطت أخذت، في كل المجالات وفي مختلف البرامج يوجد الجميل والقبيح والمميز والسيئ، وعلى المستوى العالمي والمحلي فقد أبرزت مواقع التواصل الاجتماعي أشخاصا جددا ظلمتهم طريقة الإعلام القديمة، التي كانت تعمل بشكل كبير على المحسوبيات والمعارف، وتطورت إلى أن أصبحت مصدر رزق كبير جدا للمشهور أو البارز في هذه المواقع، ولقوة هذه المنابر نرى في الوقت الحالي تخصصات علمية جامعية في مجال الإدارة مختصة بشكل كبير في التسويق الإلكتروني والعمل فيه.
في الآونة الأخيرة تصدر المشهد في مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة كبيرة من "المهرجين"، وأصبح لديهم ملايين المتابعين، وكل ما يملكونه سذاجة وتهريج، فكل ما يملكونه بهرجة بأموالهم أو إضحاك الناس بطرق سخيفة أو من يظهر يومياته الفارغة للناس، سذاجة ليس بعدها سذاجة، المزعج في هذا الأمر أن بروز مثل هؤلاء الأشخاص وتصدرهم المشهد في كل البرامج يحجب الضوء عن بروز الأشخاص المثقفين الذين لديهم محتوى مفيد للمجتمع.
س/ هل المشكلة في المحتوى المقدم أم سذاجة المهرجين هي مزاج الشعب؟
قبل أن أجيب على هذا السؤال بحثت في الإجابة، وأستطيع القول بلا تردد المشكلة في مزاج الشعب، فالمحتوى المميز موجود ومن أراده يستطيع أن يجده، وبلا مبالغة يستطيع أي مستخدم إيجاد أشخاص لديهم محتوى مميز وعقل آدمي في كل مجال في هذه المواقع.