|


عبدالله الحمد
‫رياضة النساء والفكر التقليدي‬
2016-08-17

جاء الدين الإسلامي بحركة تنويرية أخلاقيا تهدف إلى اصلاح المعتقدات الفكرية القديمة، ووضح الإسلام الحقوق التي للجميع وعليهم، من أهم ما جاء به الإسلام فك القيود جاهلية الفكر عن النساء، ووضع حد لامتهان المرأة والتعصب لكونها لا شيء في المجتمع، المرأة في عصر الرسول صلى عليه وسلم تحررت من القيود الاجتماعية وأخذت حقها في كل مجال وامتهنت جل المهن، فقد كانت أسماء بنت أبي بكر معاونة لزوجها في الزراعة وكانت أم سليم ونسوة من الانصار يرافقن الرسول في الحروب ويداوين الجرحى، فهذه من أهم المهن التي كانت تمارسها المرأة في عهد الرسول بلا أي مفاهيم جاهلية.

في الآونة الأخيرة كان موضوع الرياضة النسائية هو حديث المجتمع، ولنتحدث بشكل منطقي وأوسع ولمعرفة الخلل في رفض بعض الأشخاص هذا الموضوع، يفترض أن تتم رؤية الموضوع من ثلاثة مسارات، أولا: دينيا وثانيا: طبيبا وثالثا: فكريا.

دينيا، الإسلام حث على الرياضة في مقامات عدة ولم يستثن من هذا النساء ابدا، فقال الرسول "وإن لجسدك عليك حق" وكان الرسول يتسابق مع أصحابه ويقيم المصارعة "المطارحة"، وقد روي أن ركانه بن يزيد الذي كان أقوى المصارعين في الجاهلية طلب مصارعة الرسول فصارعه الرسول فصرعه، وكان يشجع أصحابه على الرمي ويسابق بين الخيل والإبل، وقد روى الإمام احمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: "سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته، فلبثنا حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني. فقال: هذه بتلك".

أما على الرؤية الطبية "فالعقل السليم بالجسم السليم" فالرياضة من المفهوم الطبي "حياة" وروتين يومي لا يستغنى عنه، ففائدة الرياضة لا تقتصر على أن يكون الجسم سليما فقط، بل هي بوجهة نظر طبية مهمة عاطفيا وتقوي الذاكرة وتساعد على تحسين حياة الشخص الرياضي وتصنع اليوم فلذلك يطلق عليها "أساس الصحة".

أخيرا المسار الثالث "الفكري" وهو معضلة المعضلات في الوقت الراهن، لا يكاد يخلو موضوع تملأه الجماليات من شوائب هذا الفكر ، دائما وأبدا هذا الفكر ضد كل جميل ، فهم يصورون ما هو ليس بصحيح، ويفتون حسب أهوائهم، أن تكون الأمور الاجتماعية حكر اعتقاداتهم الفكرية فهذا "يفرمل" بالمجتمع من التقدم بل ويعيدنا للخلف أكثر.

ختاماً الأندية النسائية متواجدة وبكثرة حاليا، لكن أجزم أنه احد أهم أسباب ابتعاد النساء عن الدخول إليها التكلفة العالية جدا، فلا تستطيع جميع العوائل دفع ما يقارب الألف ريال شهريا في ناد خاص وقد يشكل هذا المبلغ نسبة كبيرة من دخل الأسرة، نسبة السمنة في السعودية في ارتفاع سنويا ونسبة سمنة النساء تتفوق على الرجال وأكثر من عشرين ألف شخص في السعودية يموتون من أمراض القلب التي هي غالبا بسبب اكتظاظ "الشحوم" والبدانة.