|


عبدالله الحمد
داء المظلومية وتوثيق البطولات
2016-09-07
دائماً هناك من يتصنع دور الضحية والمظلوم، إضافة إلى أنه المغلوب على أمره والجميع يسعى لظلمه وانتهاك حقوقه، ولا أحد يقف بجانبه، فبدلاً من أن يبحث عن طريق لإثبات نفسه وحقوقه والسعي لتطوير نفسه، تجد فيه إيماناً كبيراً بنظرية المؤامرة والتآمر وأن الغرب والشرق اجتمعوا لإسقاطه، إذا ظن أحد أنه مظلوم فالجميع يستطيع أن يلعب هذا الدور ويعتبر نفسه مظلوماً، كل طريق للنجاح تملؤه العقبات، والناجح من يعتبر هذه العقبات جزءاً من التحدي لا اعتبارها خططاً خططت لإسقاطه. لا أتحدث عن شيء خيالي أو قصة كتبت، بل إنه مع الأسف أصبح أمراً واقعياً رياضياً في كرة القدم. في الآونة الأخيرة انتقل داء المظلومية المعدي من الجماهير المتعصبة المشحونة الذين يصعب حتى نقاشهم إلى إدارات الأندية.
تحدث سمو رئيس الهيئة العامة بأن مؤتمر لجنة توثيق البطولات لن يؤثر على مشاركة المنتخب وعلى الواقع كلامه صحيح إلى أن ظهر البيان الاستباقي النصراوي واضطر الأمير عبدالله بن مساعد إلى تأجيل مؤتمر اللجنة، وما يزيدني دهشة أن أغلب من "طقطق" على التأجيل الجمهور النصراوي، وكـأن التـأجيل لم يكن بسبب بيان النصر، بعد ذلك بغرابة شديدة أظهر النادي الأهلي الذي يمتلك إدارة راقية الفكر ببيان استباقي أيضاً لعمل لجنة التوثيق.
نتفق جميعاً أن لجنة التوثيق قد تكون أخطأت بعدم التواصل مع الأندية، لكن في الوقت ذاته، يفترض أن ننتظر تبريراتهم بهذا الشأن، فاللجنة تمتلك قرابة ٤٢ عضواً بمختلف الميول بينهم الهلالي والنصراوي والاتحادي والأهلاوي، فمن غير العدل أن نحكم بشكل مبكر على عمل لم نشاهد نتائجه، وإن كانت اللجنة بداخلها أعضاء متعصبون فهذا لا يمنع تقديمهم لمعلومات صحيحة وكما أن هناك الهلالي المتعصب صاحب السوابق هناك النصراوي المتعصب صاحب السوابق.
إحصاء البطولات ينقسم لقسمين، أولاً بأن تحسب البطولات الرسمية فقط من غير احتساب البطولات التنشيطية والودية والمناطق، ثانياً أن تحسب البطولات الرسمية إضافة إلى البطولات التنشيطية وبطولات المناطق، ولا شك أن الطريقة الأولى هي الأكثر عدلاً وتوازناً باعتبارها تظهر البطل الحقيقي في البطولات التنافسية الرسمية، وعلى السياق ذاته من سلبيات الطريقة الثانية قد يفتح باب جديد في أرقام البطولات وقد نصل إلى أرقام عالية جداً باعتبار الهلال يتجاوز ٨٠ بطولة بطريقة الحساب الثانية.